فن وثقافة

مغاربة السنغال يستمتعون بفكاهة إيموراجي وأغاني فناير

في أمسية وصفها الكثير من حضورها "بالاستثنائية"، استمتع أفراد الجالية المغربية المقيمة بالسنغال، مساء أمس الثلاثاء، في حفل فني ساهر بعروض فكاهية فردية لأعضاء بفرقة (إيموراجي)، وأغنيات شبابية من ريبرتوار مجموعة (فناير).
فعلى مدى ما يناهز ساعتين ونصف من الزمن، استمتع مغاربة السنغال، بجديد أعمال نخبة من الفكاهيين الشباب الذين برزوا على الساحة الفنية الوطنية، وكانت انطلاقتهم في الأصل من مسابقات المواهب التلفزية أو مواقع التواصل الاجتماعي، قبل أن ينضووا تحت لواء فرقة تحمل اسم (إيموراجي).
وعلى ذكر الاسم، فهو عبارة عن كلمة منحوتة بشكل ساخر باللغة الفرنسية هي (humouraji) التي تتضمن كلمة (Humour) بمعنى الفكاهة، وتتماهى في جناس غير تام -بتعبير أهل اللغة- مع مصطلح آخر طبي هو (Hemoragie) والذي لا يعني شيئا آخر غير مصطلح "النزيف".

وفي واقع الأمر، فقد كانت عروض فرقة (إيموراجي) التي اختتمت بهذا جولتها الأولى بإفريقيا جنوب الصحراء، بعد محطتي الغابون وكوت ديفوار، اسما على مسمى، حيث تسببت في "نزيف" من الضحك العفوي "وقع ضحيته" الحاضرون الذين غصت بهم جنبات مسرح دانييل سورانو، وعجزوا عن وقفه رغم أن أغلبيتهم الساحقة من طلبة كلية الطب الذي يتابعون دراساتهم في دكار.
حمزة الفيلالي، عبد العالي المهر، المعروف بـ"طاليس"، يسار، رشيد رفيق، أيوب إدري، والثنائي سعيد ووديع، كلهم تناوبوا على خشبة المسرح، وتطرقوا، في عروض جديدة بقالب فكاهي لا يخلو من رسائل هادفة، لظواهر مجتمعية من قبيل الغربة، والهجرة السرية، والعلاقات الأسرية، ومشاغل الشباب، والمراهقة، والموت، والفوارق الاجتماعية، وكذا وسائل التواصل الاجتماعي التي باتت تلتهم وقتا كبيرا من حياة روادها.
وحرص كل الفنانين في نهاية عروضهم على تصوير مقاطع فيديو لهم مع الجمهور بتقنية "اللايف" (المباشر) على صفحاتهم في (فيسبوك) حيث تقاسموا مع معجبيهم ومتتبعيهم أقوى لحظات هذا الحفل الذي شهد تفاعلا كبيرا واستقبالا حارا من طرف الحاضرين.
هذا التفاعل الكبير عرف أوجه حين "احتلت" الخشبة فرقة (فناير) التي أمتعت الحضور بمقاطع من ريبرتوارها الغني، من قبيل "لالة منانة"، و"الشايب" و"سيري سيري"، و"نقول مالي"، و"يد الحنة"، وهي أغان بدا أن الحضور يحفظها عن ظهر قلب وهو يرددها ويصفق لها ويرقص على إيقاعها، ما خلق "جوا من المنافسة" بينه وبين أعضاء الفرقة، وأدى إلى "لعب شوط إضافي" بين الطرفين بتعبير عضو الفرقة، محسن تيزاف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

7 + ثمانية عشر =

زر الذهاب إلى الأعلى