أخبار الدار

بوريطة في واغادوغو: هذه هي مقاربة الملك في الحرب على الإرهاب

أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، ناصر بوريطة، بواغادوغو، أنه يتعين على بلدان المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (سيدياو) أن تقود بنفسها الحرب على الإرهاب وتمتلك زمام ذلك.

وقال بوريطة، في تصريح للصحافة، على هامش مشاركته في الدورة الاستثنائية لمؤتمر رؤساء دول وحكومات المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا حول مكافحة الإرهاب التي افتتحت، أمس السبت، بالعاصمة البوركينابية، إنه "منذ اندلاع الأحداث بمالي، كان موقف المغرب تحت القيادة النيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، واضحا. يتعين على هذه المنظمة الإقليمية أن تتولى بنفسها هذا الملف، كما يتعين عليها العمل على التدخل داخل نطاق الفضاء التابع لها، بعيدا عن التجاذبات والحسابات الصغيرة والمصالح الذاتية".

وأضاف أن المغرب "لا يمكنه إلا أن يواكب الجهود التي تبذلها دول منظمة (سيدياو) في سبيل أن تتولى بنفسها قيادة الحرب على ظاهرة الإرهاب".

وذكر بوريطة، في هذا الصدد، بأن المملكة المغربية تحضر أعمال هذه القمة الاستثنائية، تلبية للدعوة التي تلقاها الملك محمد السادس من الرئيس الحالي لمجموعة سيدياو، محمدو إيسوفو، رئيس جمهورية النيجر، للمشاركة في هذا الاجتماع كضيف شرف.

وأوضح أن جلالة الملك تفضل بقبول هذه الدعوة وأصدر تعليماته السامية لوفد رفيع مكون من وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، والمدير العام للدراسات والمستندات، لتمثيل جلالته في هذا الاجتماع.

وفي معرض تطرقه للوضع الأمني بالمنطقة، أشار بوريطة إلى أنه طيلة الخمسة أشهر الأولى من السنة الجارية، شهدت منطقة غرب إفريقيا نحو 400 هجوم إرهابي، مضيفا أن "بوكو حرام" ارتكبت، خلال العشر سنوات الأخيرة، 39 ألف هجوم وتسببت في نزوح مليوني شخص من مناطقهم.

وأبرز وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي أن مشاركة المغرب في أعمال هذا المؤتمر "ليست مفاجئة على الإطلاق بالنظر إلى العلاقات الاستثنائية التي تجمع بين المغرب وبلدان غرب إفريقيا"، مشددا على أن المملكة منخرطة منذ فترة طويلة في جهود بلدان المنطقة لمكافحة الإرهاب.

وأضاف أن الحضور المغربي في هذه القمة شكل أيضا فرصة لتسليط الضوء على الجهود التي يبذلها المغرب لدعم بلدان المنطقة في حربها ضد الإرهاب، في إطار مقاربة متكاملة، لافتا إلى أن "دور الأجهزة الأمنية المغربية في هذا المجال هو محط تقدير على الصعيدين الإقليمي والدولي، فضلا عن كون المملكة حريصة على تقاسم تجربتها وخبرتها مع دول غرب إفريقيا في ما يتعلق بالأمن".

وفي المجال العسكري، قال بوريطة إن المملكة تعمل على تدريب مئات الجنود من بلدان هذه المنطقة وتشارك أيضا، من خلال إرسال ضباط من القوات المسلحة الملكية الى هذه  البلدان، لتدريب عناصر الجيش في دول المجموعة الاقتصادية لبلدان غرب إفريقيا وموريتانيا.

أما في المجال الاقتصادي، فأوضح أن جهود جلالة الملك تتوجه دائما نحو مكافحة الهشاشة ودعم المشاريع التي لها وقع اجتماعي ومباشر على السكان، معتبرا أن "مكافحة الإرهاب في حد ذاته هي حرب ضد الفقر والهشاشة والإقصاء".

وقال "إنه بإمكاننا ربح المعركة العسكرية ضد الإرهاب، لكن إذا لم نهاجم الأفكار الإرهابية وتطرف العقول، فسنواجه دائما تجديدا لهذه الظاهرة، ومن هنا تبرز الأهمية التي يوليها جلالة الملك  لتكوين الأئمة الأفارقة".

وسجل في هذا الصدد بأن معهد محمد السادس لتكوين الأئمة والمرشدين والمرشدات يضم حاليا أكثر من 1000 طالب يواصلون مسالكهم التكوينية، منهم 93 في المائة يتحدرون من منطقة المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، بالإضافة إلى تشاد.

وأضاف أن "هذا يوضح كيف أن معالجة مشكلة الإرهاب في المنطقة من منظور جلالة الملك  يجب أن تكون شاملة، من خلال إدماج الجوانب الأمنية والعسكرية والاقتصادية، بل أيضا مسألة التطرف".

وفضلا عن الدول الـ15 الأعضاء في سيدياو، تعرف القمة مشاركة عدد من المنظمات والبلدان الشريكة في مكافحة الإرهاب في المنطقة.

وكانت الدورة العادية الأخيرة لمؤتمر رؤساء دول وحكومات المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، التي عقدت في يونيو الماضي في أبوجا بنيجيريا، قد أوصت بانعقاد قمة واغادوغو الاستثنائية.

الدار/ وكالات

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

10 − 6 =

زر الذهاب إلى الأعلى