إدانة البيجيديين الأربعة في ملف أيت الجيد والهيني يعتبر الحكم “تطبيعا مع القتل”
الدار/ خاص
أدانت غرفة الجنايات بمحكمة الاستئناف بفاس، قبل قليل، أربعة قياديين بحزب العدالة والتنمية بما مجموعه 6 سنوات ونصف من الحبس النافذ، في قضية اغتيال الطالب اليساري محمد بنعيسى أيت الجيد…
وتراوحت الأحكام بين ثلاثة أشهر وثلاث سنوات سجنا نافذا، في حق المتهمين الأربعة في قضية آيت الجيدد حيث
وهكذا جرت إدانة كل من توفيق الكادي وعبد الواحد كريول بثلاث سنوات سجنا نافذة، بتهمة القتل العمد، فيما جرت إدانة كل من عبد الكبير عجيل وعبد الكبير قسيم بثلاثة أشهر سجنا نافذة، من أجل الضرب والجرح والجرح المفضي للموت بدون نية إحداثه.
وخيمت موجة من القلق والذهول على وجوه المتهمين بعد النطق بالحكم حتى لم يستطيعوا الخروج من داخل المحكمة إلا بعد مضي فترة من الزمن، كما سُجلت اعتداءات لبعض أفراد عائلات المتهمين وبعض أعضاء البيجيدي على المصورين والصحافيين بباب المحكمة.
واعتبر محمد الهيني، محامي عائلة أيت الجيد، في تصريح لـ"الدار"، أن هذه العقوبات "مخفضة ولا تتلاءم مع خطورة الجرائم"، ما يجعلها تشكل نوعا من "التطبيع مع القتل والقتلة"…
وقال الهيني إنه "مع إقرارنا بتوفير المحكمة للمحاكمة العادلة للجميع، وإيماننا باستقلال القضاء، فإن العقوبات الصادرة بحق القتلة هزيلة جدا، ولا تتناسب مطلقا لا مع جريمة القتل العمد ولا مع شخصيات المجرمين"…
واعتبر الهيني أن "الأحكام تُطبّع مع القتل والقتلة وتقدم رسالة غير مطمئنة عن حماية الحق في الحياة وصون مبدأ عدم الإفلات من العقاب"، كما أن "العقوبات المخففة تشجع على القتل ولا تردع القتلة وستزيد من الاحتقان في الساحة الطلابية"، يضيف الهيني…
وأبرز محامي عائلة أيت الجيد أنه "كنا ننتظر نوعا من المساواة في العقاب، إذ لا يعقل أن يكون حكم المتهم بالقتل العمد عمر محب عشر سنوات، وبالنسبة لتوفيق الكادي وعبد الواحد كريول ثلاث سنوات، وهم جميعا ارتكبوا نفس الفعل في نفس الظروف، ناهيك أن عقوبة ثلاثة أشهر تبعث على الاستغراب والحيرة، وتسائل ضمائرنا جميعا، لأنها تستفزنا وتستفز حقنا في الحياة، هل أصبحت الحياة رخيصة لهذا الحد، ويتم التعامل معها بهذا النوع من المعاملة غير اللائقة؟"…
وخلص الهيني إلى القول، بكثير من الحسرة: "أنا حزين لأن الحكم مخفف ولا يردع المجرمين وهم اليوم في حكم الطلقاء"…
