برامجفن وثقافة

حكمت: الدين بالنسبة لي فلسفة وأسلوب حياة

الدار/ إكرام زايد

 

حكمت هي ضيفة هذه الحلقة من برنامج "زيارة خاصة"، فنانة متميزة وإنسانة خاصة بكل المقاييس… حكمت تعتبر أن الدين فلسفلة وأسلوب حياة، وأن الديانات تخلق المشاكل والحروب بين الأمم، والتعمق في النفس البشرية يقود في النهاية إلى أنه لهذا الوجود رب خلقه وصوره كما صورنا.. علاقتها خاصة بمدينة قونية التركية علاقة عشق وغرام، اكتشفتها عبر الخيال من خلال جلال الدين الرومي، قبل أن تزورها واقعيا..

 

 

ماذا تشكل مدينة قونية التركية بالنسبة إليك؟

قونية هي قصة عشق وغرام اكتشفتها بمحض الصدفة، ولمست روحها من خلال جلال الدين الرومي الذي جعلني أعيش معها وأتصورها في الخيال.. وفي لحظة مغادرتها بعد زيارتي لها واقعيا، ينتابني شعور فراق حبيب عزيز قد يكون أبا أو ابنا أو حبيبا أو أخا أو صديقا..

 

ماهي المساحة التي يحتلها الحب في حياتك؟

يفترض أنه في حياة كل إنسان مساحة غير محدودة للحب، لذا أقول إنه سؤال يعجز الإنسان الواضح والصريح مع ذاته للإجابة عنه..

هل حققت هذا التوافق والوضوح مع ذاتك؟

لا أستطيع القول إني وصلت إلى درجة معينة من الوضوح والتوافق مع ذاتي، ولكني مقارنة مع نفسي ومع حكمت التي أعرفها قبل سنوات أقول إني تغيرت عن الماضي وأشعر بذلك.

ليس هناك من يتعلم الدروس في هذه الحياة من الفرح والسعادة والحياة الهادئة، لأن مطبات وضربات الدنيا هي التي تعلم الفرد وتجعله يتقدم في حياته على مختلف الأصعدة.. الدنيا تغير من جوانبنا الروحانية لأن التفكر في أمور يعجز العقل عن تفسيرها بطريقة منطقية، يتم عبر بصيرة منفتحة. وهنا أقول إنه يجب أن يكون الإنسان حاضرا وجاهزا لتقبل وفهم شخصيته ووضعه وعقده، ويعترف بأخطائه لتصحيحها ولكي يتمكن من التقدم في حياته المستقبلية.

 

متى وقعت طفرة التغيير في حياتك؟

تربيت وسط عائلة درجة الروحانيات فيها عالية، لأني كبرت بين جدي وجدتي اللذين تميزا بقوة هذا الجانب لديهما، وهو ما تميزت به والدتي أيضا فيما

كان والدي منفتحا وبعيدا نسبيا عن هذه الروحانيات.. لذا كان لدي استعداد وتحضير قبلي لمحاورة نفسي ومعرفتها عن قرب، خصوصا بعد أن واجهتني في الحياة مشاكل عدة على غرار تعدد الزيجات والطلاق، والتفرقة بيني وبين ابني الذي كبر بعيدا عني.. ومع تكرار هذه المشاكل شعرت بالظلم الذي قادني تدريجيا، نحو طريق الله ومنه تعلمت الكثير وفتحت لي مجالات أخرى للتفكير والتدبر في هذه الحياة..

 

كيف هي علاقتك بالله؟

أعتبر أن من لا يعترف بوجود الله جاهل من الناحية العلمية وليس الدينية فقط، لأن التعمق في مختلف العلوم يقود إلى نقطة مفادها أن لهذا الوجود رب خلقه وصوره كما صورنا.. والعلوم وصلت إلى هذه النتيجة التي بلغتها أيضا الروحانيات التي لا علاقة لها بالديانات، ومن خلال تجربتي الشخصية توصلت إلى نفس النتيجة بفضل "الريكي" الذي يعد تقنية يابانية تعالج اعتمادا على الطاقة، قادتني في النهاية إلى معرفة أن الروحانيات كلها تقود إلى خالق هذا الكون.

 

هل يعد الدين ضروريا بالنسبة إليك لبلوغ طريق الله؟

كان ممكنا أن أولد في مجتمع آخر غير الذي ولدت فيه، وكان ممكنا أن أكون مسيحة متدينة أو بوذية أو غير ذلك.. ولكني مسلمة لأني ولدت في أسرة مسلمة.. مسألة الدين وراثية، وبعيدا عن أية معتقدات فأنا مؤمنة بالله الواحد الأحد..

الديانات تخلق المشاكل والحروب بين الأمم، لأن المعتقدات تعد نقاط ضعف والكنيسة تحكمت عبر التاريخ في الملوك وليس الشعوب فحسب.. لذلك أقول إن الوصول إلى التفكير في الكون بطريقة فلسفية وعلمية وليس دينية، يقود لنتيجة واحدة تتمثل في طريق الله.. حبذا لو يلج الفرد بدواخله ويبحث فيها عن الحقيقة مع نفسه، حينها سينجح في حل مشاكل كثيرة لا تتعلق فقط بالمعتقدات الدينية بل بمشاكل إنسانية ببعدها السوسيولوجي والنفسي، لأن الحقيقة موجودة في دواخل الذات وتأتي منها وليس من خارجها..  

 

هل يتدخل الدين في طريقة عيشك للحياة؟

أنا مسلمة أعرف ربي عبر كتابه القرآن الذي أعتبره شريعة متكاملة، أما الدين بالنسبة لي فهو فلسفلة وأسلوب حياة.. لا أقوم بأمور محرمة في الدين لأني غير مقتنعة بها، وأعيش وفق قناعاتي وأتمنى أن يكون ربي راضيا عني، وإذا لم يكن كذلك فأتمنى أن أبلغه وهو في كامل الرضا عني وعن مستوى النقاء الداخلي الذي يريدني عليه.

 

هل تضعين مخططا لحياتك أم تؤمنين بالقضاء والقدر؟

من يقول إنه يخطط في الحياة فإنه يضحك على الذقون، هناك مخططات خماسية وسداسية وغيرها في مجالات السياسة والاقتصاد وغيرها، لكنها غائبة في حياة البشر.

إذا فكر الإنسان أن يدع نفسه ويطلق لها العنان لتقوده طاقته دون ضغوطات، بدل أن يصارع ويسير ضد التيار فإن النتيجة ستكون لصالحه حتما بدل التوجه نحو مسار قد يقضي عليه نهائيا، لأنه شئنا أم أبينا فإننا سنعيش تفاصيل ما كتب لنا بحذافيره رغم محاولاتنا التغيير..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

19 − عشرة =

زر الذهاب إلى الأعلى