عائشة البصري: جائزة أفضل رواية في معرض الشارقة نقطة ضوء في مساري الإبداعي
الدار/ أسامة العمراني
عبرت الروائية والشاعرة عائشة البصري عن سعادتها بالفوز بجائزة أفضل رواية عربية في معرض الشارقة للكتاب لعام 2018 عن روايتها "الحياة من دوني" الصادرة عن الدار اللبنانية المصرية ومكتبة الدار العربية بالقاهرة، حيث سلمها الجائزة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم الشارقة بمناسبة افتتاح المعرض.
وأفادت البصري في تصريح خاص لـ"الدار" أن مضمون القصة التي حصلت على أفضل رواية عربية تدور بين المغرب والصين والفيتنام خلالمسافة زمنية طويلة بين 1937 و2012 حيث بدأت في المغرب حكاية حرب خلفية موازية ساحتها جسد المرأة في مدينة الدار البيضاء لتعود وتنتهي في نفس المدينة، مشيرة أنه في نهاية سنة 1937، شن الجيش الياباني هجوما شرسا على قرية "جِسْر تْشُولانْغْ"، وهي قرية صغيرة في الشمال الشرقي للصين، وفي طريق العساكر اليابانيين نحو مدينة "نانْجِينْغْ"، قتلوا الرجال واغتصبوا النساء، وحرقوا الزرع، واختطفوا الفتيات ليكن ضمن "نساء المتعة" المرافقات للعسكر. فهرب السكان إلى الجبال أو ساروا في اتجاه الغرب وفي غفلة من عالم مشغول بالحرب العالمية الثانية، كان العسكر الياباني يبصم أسْوَد نقطة في تاريخ الإنسانية، وفي تاريخ النساء على الخصوص "اغتصاب نانْجِينْغْ". فقد دُمِّرت المدينة واغْتُصِبت النساء (20000 امرأة خلال ستة أسابيع) ودُفن الناس أحياء في مقابر جماعية
وتتابع الرواية، حسب البصري، قصة "جْيِنْ مَيْ" و"قوتشين"، توأم من عائلة فلاحين فرت من قرية "جِسْر تْشُولانْغْ" إلى مغارات" الجبل الأحمر، ثم إلى مدينة "نانْجِينْغْ"، حيث تابعت "جْيِنْ مَيْ" حياتها في الصين. وعاشت تحولات البلد والصراعات الداخلية ثم مرحلة الاستقرار.. أما "قوتشين"، وفي ظروف هذه الحرب، فهربت من الصين إلى الفيتنام رفقة بائع سلاح فرنسي، لتجد أمامها –وبعد شهور فقط- الحرب الهند- الصينية..
من جانب آخر، أكدت عائشة البصري أن الجائزة التي حصلت عليها في معرض الشارقة، تعتبر نقطة ضوء في مسارها الإبداعي المتواضع ومحفزا لها على الاستمرار في الاعتناء بالرواية والشعر رفم أنها تشعر بكونها أهملت الشعر مؤخرا من اجل التفرغ للكتابةالروايئة.
وحول أهمية الجوائز كحافز للإبداع لدى الكاتب، قالت البصري أنها سبق لها الحصول على مجموعة من الجوائز مثل جائزة "سيمون لاندراي للشعر النسائي" بباريس. في دورتها الخامسة عشر كامرأة مغربية وعربية تسعى نحو هذا الأفق المشترك بين النساء في العالم، بما أن هدفها من كتابة الشعر لم يكن – ومنذ البداية- هو السعي نحو أناقة اللغة وجمالية الصورة فقط، وإنما أيضا تقديم نص إنساني لنسج علاقات إنسانية بلا حدود عقائدية أو سياسية وهو ما أهلها لترجمة أعمالها إلى لغات قدمتها للآخر، كما أنها كانت سعيدة جدا بحصولها على الجائزة الدولية للرواية كاتب ياسين عن رواية "حفيدات جريتا جاربو"، لكون هذه الجازئة تحمل اسم واحد من أهم الكتاب العرب المغاربيين في القرن العشرين الذي تعتبر روايته "نجمة" واحدة من روائع الأدب العالمي.