أخبار الدار

مينة بوشكيوة تفصح عن دور يتيم في توقيفها بسبب صورها

الدار/ خاص
كشفت مينة بوشكيوة، أستاذة الفلسفة المثيرة للجدل، فصولا جديدة من قصة توقيفها من طرف وزارة التربية الوطنية قبل سنوات، بسبب صور لها على موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك".
وأبرزت بوشكيوة، في تدوينة مطولة، دور محمد يتيم، وزير الشغل والإدماج المهني حاليا، في عدم تراجع الوزارة عن قرار توقيفها، موضحة أن يتيم، الذي كان حينها كاتبا وطنيا للذراع النقابي لحزب العدالة والتنمية، لعب دورا كبيرا في الضغط على الوزارة للاستمرار في توقيفها، بالرغم مما أكدته من "انفتاح" وزير التربية الوطنية حينها رشيد بلمختار.
وتأتي تدوينة بوشكيوة بعد أن وجد يتيم نفسه وسط زوبعة من الانتقادات عقب نشره لصورة فاضحة على صفحته في "الفايسبوك"، وحاول التبرؤ منها ببلاغ لوزارته يتحدث عن "قرصنة" الحساب، الذي نشر دقائق قليلة فقط بعد نشر الصورة الفاضحة صورة تتحدث عن "إنجازات" حكومية.
ومما جاء في تدوينة بوشكيوة:
تعرفت على المصور اللبناني الفرنسي ميشال ناشف، بالمدرسة الفرنسية أندري شينيي بالرباط، كان مكلفا بإنجاز الصور الجماعية للتلاميذ والأساتذة بجمبع المؤسسات الفرنسية بالرباط، وقد حدث أن صادفته ربيع 2006 بحديقة فندق إبيس بمراكش، يجلس ذاك الصباح المراكشي الدافئ، وحيدا كئيبا أمام بيرته الباردة، سلمت عليه وسألته عن سبب حزنه، ليخبرني أن مساعدته غدرت به ولم تحضر لمرافقته لتغطية فعاليات مهرجان موسيقى الأليزي بالصويرة، انتبه ميشيل إلى كوني في عطلة دراسية أيضا، وأني أمتلك سيارة، فاقترح علي توصيله إلى الصويرة، مقابل دعوتي إلى جناحه بالفندق والعشاءات والمقعد الأمامي في الحفلات، موضحا لي أنه ذاهب للعمل هناك بدعوة من أندري أزولاي، وطبعا فكل المصاريف هي على حساب المستشار الملكي، أعجبتني الفكرة، وقلت في نفسي، لن أخشى شيئا من مصور عجوز بشعر ولحية أبيضين، انطلقنا بسيارتي عند الظهيرة لنصل إلى فندق رياض موكادور، وفي المساء حضرت أول العروض، أخذني ميشال من يدي، وأجلسني بين رشيد بلمختار وزوجته، لا أعرف لم أوصى المضيفة بذلك، المهم أنني اكتشفت زوجين مثقفين متحابين يقتسمان حب الحياة والأطفال والفن، كانا معا هادئي الطبع ودودين راقيين ودائمي الابتسامة، تحدثنا في كثير من المواضيع قبل بداية العرض، وعند نهايته ودعنا بعضنا بأدب وحفاوة، وانصرفا معا، يدا في يد كأي عشيقين لم تتعب السنين خطوهما، ولم تطفئ جذوة حبهما.

وأضافت مينة بوشكيوة: 

مرت أشياء كثيرة بيني وبين ميشال، خلال الثلاثة أيام للمهرجان، سأحكيها لاحقا، ولأن الأيام دوارة، سيصبح رشيد بلمختار وزيرا للتربية الوطنية، في حكومة بنكيران الأولى، وسوف يصبح محمد يتيم أمينا عاما لنقابة الذئاب الملتحية، ولعله كان أيضا يشغل منصب كاتب وزارة أو شيئا من هذا القبيل، لا أتذكره بالضبط، ولسخرية الأيام، وكما يتذكر أغلبكم ويتذكر تاريخ الحريات في هذا البلد، سأكون ضحية من ضحايا حرية التعبير بسبب ما أنشره على هذه الصفحة من كتابات وصور، ليتم قمعي ومعاقبتي بجرة قلم بئيس من المدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية بالرباط، قرار يقضي بتوقيفي من تدريس الفلسفة بالثانوي وإرجاعي للتعليم الابتدائي، لم أسكت، طبعا، ولم أبتلع لساني…

 ومضت بوشكيوة تقول: 

لم أخف ولم أتراجع، لأنني مؤمنة بحقي في حرية التعبير، ولأنني وجدت حولي، إعلاميات وإعلاميين، كتبوا عن قضيتي ودافعوا عنها لإيمانهم بصدقها، ووجدت أيضا صديقات وأصدقاء وقلة قليلة من مناضلات ومناضلين مخلصين وشجعان، وفروا لي الحماية والأمان والدعم النفسي والمادي. 
أحد الذين أكن لهم أكبر الاحترام، لدورهم القوي في قضيتي، الأستاذ علال بلعربي، الكاتب العام السابق للنقابة الوطنية للتعليم، تكبد عناء المجيء لزيارتي بالصخيرات، ليصاب بصدمة مما رآه علي من آثار للاعتداء الجسدي والنفسي، ليقنعني بكتابة رسالة استعطاف للوزير بلمختار، قبلت اقتراحه، كتبت الرسالة وشرحت فيها كل شيء بالتفصيل، حمل المكتب النقابي الرسالة، وضعها على مكتب الوزير، انتظر الرد، كنت أنتظر إنصافي، فأنا لم آت جرما، ولم أخل بمهمتي كمدرّسة، كل ذنبي كان، هو كلمات متحررة، ومقالات تفضح تهاون الإدارة التعليمية، وبعض صور صيفية تظهر فخذي أو أعلى صدري، ويدا تمسك كأس نبيذ أحمر في احتفال بعيد ميلادي الخمسين، انتظرت وانتظر المكتب الوطني، وانتظر علال بلعربي، وطال انتظار رد الوزير الطيب البشوش، ولاشيء حدث أبدا، ذهبت لمستشفى الأمراض العقلية والنفسية ولاشيء حدث، فقررت الضغط على المكتب النقابي، لمعرفة سر صمت الوزير وعدم قدرته على أخذ قرار بشأن قضيتي، وبعد اتصالات عدة من الأستاذ بلعربي لمعرفة السر وراء صمت الوزير، جاءه الرد التالي، فألقاه بدوره على مسمعي، كما يلقى الحجر في الماء الآسن ليظهر عفنه: "أستاذة مينة، لقد أخبرني السيد بلمختار أنه يتعرض لضغط كبير من محمد يتيم ونقابته، والذين يطالبونه بإنزال أقصى وأقسى العقوبات عليك، لتكوني عبرة من لا يعتبر من نساء التعليم، وليعطى المثال بأمثالك، على مدى حرص حكومة العدالة والتنمية والتزامها أمام الشعب والمجتمع، بالمحافظة على الأخلاق الإسلامية وعفة المرأة ووجوب استقامة أسرة التعليم"…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عشرة + خمسة =

زر الذهاب إلى الأعلى