المواطن

محمد حيدر شاب يواجه التوحد بالإبداع

الدار/ أسماء لشكر

 

"بيل جيتس" "إسحاق نيوتن" "ألبرت اينشاتن " أسماء لقصص استطاعت أن تتحدى مرض  التوحد وتضع بصمة في التاريخ  لتتذكرها الأجيال الصاعدة.

يمشي محمد حيدر على نفس الخطى فالمرض لم يهزمه ليصنع من قصته أملا للعديد من الأسر التي يلاحق أبنائها شبح التوحد.

 ابن مدينة الدار البيضاء، البالغ من العمر 20 سنة، استطاع رفقة أمه أن يطلق بعد خمسة عشر عاما من معركته مع المرض مشروعا لبيع الأقمصة طبعت عليه رسوماته  وأطلق عليها اسم" بي بو ي"  كعلامة تجارية يطمح أن تكتسح العالم.

السيدة إيمان والدة محمد تحدثت لموقع "الدار" عن قصة اكتشافها للمرض ومعاناته مع محمد  وموهبة الرسم التي ساعدته على تطويرها و تنميتها.

رحلة معاناة ..مع مرض التوحد  

تقول السيدة إيمان "محمد هو ابني الأكبر لم يكن من السهل أن أكتشف أن محمد مريض بالتوحد فقد بقيت مصدومة لمدة بعد معرفتي بالخبر،  خاصة أنه كان آنذاك في سن الخامسة، مضيفة: عرفت بالأمر عن طريق مديرة المؤسسة التي أخبرتني أن ابني تظهر عليه بعض علامات هذا المرض حين قالت لي أن محمد ليس اجتماعيا ولا يلعب مع زملائه ولا يحب المشاركة في الأنشطة المدرسية ويصرخ طوال الوقت ولا يتكلم مع أحد لدرجة أن الإدارة وجدت صعوبة معه في التواصل ونصحتني أن أعرض حالته على طبيب مختص. 

وتابعت أم محمد: عرضته على الطبيب وأكد لي أن ابني مريض بالتوحد انتابني شعور غريب لم أكن أعرف ماذا أفعل قصدت العديد من الأطباء ولم يفيدوني في شيء واتخذت قرارا جريئا هو أن أستقيل من عملي وأتفرغ لابني فحاولت القيام ببعض الأبحاث على الأنترنيت التي ساعدتني كثيرا حيت تعلمت منها كيف أتعامل معه وتغيرت نظرتي للمرض وأصبحت إيجابية في التعامل مع الأشياء.. قرأت الكثير من القصص لأشخاص استطاعوا أن يتعايشوا مع المرض بل حققوا نجاحات وتمكنوا من الوصول إلى العالمية حاولت تكرار نفس السيناريو مع ابني بالبحث عن هواية يحب ممارستها لأنميها فيه ويمكن أن يضمن بها مستقبله، لا سيما أن الأشخاص المصابين بالتوحد يتوفرون على العديد من المواهب كما قرأت من قبل.

تحدى المرض .. ودافع النجاح

تمضي إيمان قائلة: أنا أحب الرسم قلت مع نفسي لماذا لا أنمي فيه حب هذه الموهبة ونتشارك شيئا معا لمست حبه للرسم على الحاسوب وقررت السير معه في هذا الاتجاه.. بعد سنوات قمنا بفتح محل أنا ومحمد ليكون بداية انطلاق مشروع  لعرض أعماله الفنية لكن بطريقة مبتكرة وتجارية في نفس الوقت والآن أنا من يتولى إدارة هذا المشروع.

تتمنى أم محمد أن يكون مستقلا ولا يحتاج لأحد وتعرف أن هذا أمر صعب ولكن تحاول القيام معه ببعض التمارين وتلاحظ تحسنا كبيرا في تصرفاته ولديها أيضا رسالة تريد توجيها للآباء الذين يعانون من نفس الشيء عن كيفية التعامل مع الأطفال المتوحدين حيث توصيهم بالصبر وفي نظرها، فإن الأم لها دور كبير في تنمية قدرات هؤلاء الأطفال ومساعدتهم على التعايش مع المرض.

 

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ثلاثة عشر + 19 =

زر الذهاب إلى الأعلى