مدينة شفشاون بعيون كردية
سلط مشاركون الضوء في ندوة احتضنها المركز الثقافي بمدينة شفشاون، نهاية الأسبوع، الضوء على أهمية أدب الرحلات في الحياة المعاصرة، ودوره في ترسيخ التعايش والتسامح والمعرفة المتبادلة لثقافات الشعوب وعاداتها وتقاليدها.
وانعقدت الندوة بمبادرة من جمعية أصدقاء المعتمد وجمعية فضاءات تشكيلية ومنتدى الحوار للفنون والثقافات، وبتعاون مع المركز الثقافي بشفشاون تحت عنوان "شفشاون بعيون الشاعر والمترجم والرحالة بدل رفو".
واعتبر عدد من المتدخلين أن الاحتفاء بالأديب والرحالة بدل رفو بشفشاون هو "احتفاء بالأدب الإنساني، وبشخصية ثقافية ربطت علاقات إنسانية مع المدينة الزرقاء، ورفعت من صورتها في الأوساط الثقافية إلى درجة رفيعة من الإشعاع".
وقال الأديب الكردي العراقي والمقيم في مدينة غراتس بالنمسا، بدل رفو، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن "شفشاون التي تعرف عليها لما يقرب من 11 سنة لها مكانة أثيرة في قلبه"، مضيفا أن عشقه لشفشاون يترجمه إصراره على زيارتها في موعد سنوي، قادما إليها من النمسا، حيث صار يعتبرها موطنه الثاني.
وأبرز بدل رفو، الذي منحت له السنة الماضية المواطنة الفخرية من طرف الجماعة الحضرية لشفشاون، أن رحلته إلى شفشاون "تدخل في إطار أدب الرحلات، الذي يعد من أهم المصادر الجغرافية والتاريخية والاجتماعية، حيث غدا متعة للباحثين عن المجهول والجري وراء معرفة البلدان والشعوب".
وتابع الأديب العراقي أنه "يهدف من زياراته المتكررة إلى المدينة فتح أبواب المعرفة وتشييد الجسور الإنسانية لغاية الوصول إلى المعرفة، والتمتع بالتاريخ والحضارات والطبيعة".
في السياق، أكد الكاتب، الذي صدرت له عدد من المؤلفات الأدبية الخاصة بأدب الرحلات والترجمات لموسوعات من الأدب النمساوي والكردي، أن أكثر البلدان التي كتب عنها تقع في أوروبا وأمريكا الشمالية وآسيا وشمال إفريقيا.
وقال إنه "من غير المهم عدد الدول التي كتبت عنها، بقدر تمتعي بزيارة تلك الدول"، معتبرا أن عشقه لشفشاون دفعه لوضعها على رأس المناطق التي زارها عبر العالم، والتي من خلال كتاباته عنها يوصل رسائله إلى القراء في مختلف دول العالم.
وخلص الأديب بدل رفو للقول بأن "لكل رحلة ولكل دولة خصوصياتها الإنسانية من حيث الحضارة والثقافة والفنون والشعوب".
وعرف اللقاء، الذي حضرته فعاليات ثقافية وجمعوية وأدباء وفنانون، فتح حوار مفتوح حول كتابات ورحلات بدل رفو، وتوقيع مؤلفيه الصادرين حديثا الموسومين بـ "العالم بعيون كردية" و"أطفال الهند علموني.