المواطن

الرباط… محمد الخامس محج الطبقات الاجتماعية ومظاهر التناقض

الدار/ فاطمة الزهراء أوعزوز

 

تعتبر الشوارع والأزقة من المحددات الأساسية، التي تنضاف إلى قائمة السمات البارزة والمميزة لأي مدينة على حدة، إذ يعتبر شارع محمد الخامس الشارع الأوحد الذي يكاد القاسم المشترك بين العديد من المدن بالمغرب، غير أن هذا الشارع بالرباط يعتبر ملمحا بارزا في المدينة، أكثر من ذلك فإنه الشارع الذي يحمل العديد من التناقضات كيف ذلك؟

 

طفولة  شوارع محمد الخامس تتسول على قارعة الطريق

وأنت بمدينة الرباط، حينما تحط رحالك بإحدى أزقة شارع محمد الخامس، أو إحدى مقاهيه بوسعك أن تلمح في اليوم نفسه كبريات الخصائص المميزة للمدينة، فقد تلمح عيناك أطفالا متسولين، وآخرين يحترفون تقمص الأدوار فيتسللون إلى دواخلك الذاتية بالتوسل وطلب المساعدة، إنهم الخلايا التي تنشط في امتهان التسول لاستدرار عطف الناس.

أكثر من ذلك هناك العديد من المظاهر الدالة على انتشار وجود طبقات كادحة تعتمد على الأطفال بالدرجة الأولى في امتهان المهن البسيطة التي تعتمد في در الأرباح على استمالة عاطفة الناس بالدرجة الأولى، من قبيل المشاهد التي توثق للحظات أطفال يبيعون المناديل الورقية، بل ويقترحون أيضا على العشاق اقتناء الورود، وفي خطوة مماثلة، يتوسلون إلى المارة لمسح أحذيتهم، حتى وإن كانت لامعة فهذا لا يثنيهم عن إقناعك بتلميعها أكثر.

 

للشارع نفس احتجاجي لا يفتر

الصفة البارزة في هذا الشارع، هي تلك المرتبطة بالجانب التاريخي، والتي خلدت للعديد من الأحداث التاريخية، خصوصا تلك المرتبطة بالاحتجاجات من قبيل حركة "20" فبراير والتي شهدت تنظيم جميع وقفاتها بهذا الشارع، الذي ظل شاهدا على الخرجات المنظمة التي تم تنظيمها.

أكثر من ذلك فإن وجود البرلمان في الشارع ذاته، منح هذا الأخير طابعا سياسيا صرفا لأن معظم الوقفات الاحتجاجية كانت تمر عبر الوقوف أمام بوابته، خاصة تلك التي تخص المطالبة باستيعاب الطاقات الشابة وتوظيفها في مجالات تخصصاتها بعدما نظرت حياتها قربانا لدراستها، كما أن الصيت السياسي الذي يطبع الشارع لا يخص المستوى الوطني إنما يتعداه إلى المستوى الدولي، كونه احتضن العديد من الفعاليات الدولية، التي شارك المواطنون المغاربة في إنجاحها.

 

الأغنياء والفقراء في كفة واحدة بشارع محمد الخامس

لن يكون من المبالغة إذا وصفنا شارع محمد الخامس بالرباط، بالحاضنة التي تضم جميع الطبقات الفقيرة، الغنية، والمتوسطة، كما أن الأمر يطال الفئات المثقفة وغيرها من المستويات الأخرى، بالنظر لاحتضان الشارع لأهم المكتبات الكبيرة التي يحج إليها المثقفون من مختلف ربوع المملكة بحثا عن ضالاتهم المعرفية، إلى جانب وجود العديد من المقاهي التي تعرف بتوافد الشخصيات البارزة في المجتمع من وزراء، شعراء وفنانين، وغيرهم من الشخصيات التي وسمت أسماؤهم الساحات الإعلامية في أكثر من مجال.

السياحة أيضا…

 

في السياق ذاته لا يمكن أن تكتمل الملامح البارزة للشارع، دونما الحديث عن ذلك الجانب المتعلق بالسياحة، خصوصا وأن هناك عددا مهما من  السياح الأجانب الذين يفدون على الشارع لأغراض متعددة منها الترفيهية والثقافية وأحيانا فقط اقتناء بعض الحاجيات الخاصة من قبيل الكتب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

سبعة عشر + سبعة عشر =

زر الذهاب إلى الأعلى