أخبار دولية

مكالمات ترامب.. كيف تُعد ومن يطلع عليها؟

 أثار الجدل الدائر حول المكالمة الهاتفية بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، العديد من التساؤلات، لا سيما أنها تمثل حدثا نادرا في تاريخ السياسة والدبلوماسية الأمريكية التي تتبع أنظمة محكمة ومشددة حول تلك المكالمات وتفرض عليها قيودا وسرية تامة.

فعندما يجري الرئيس الأمريكي محادثة هاتفية مع أحد نظرائه أو المسؤولين الأجانب، يكون أحيانا داخل المكتب البيضاوي، وتارة أخرى يكون على متن الطائرة الرئاسية أو بمكان الإقامة في البيت الأبيض، ولا يستمع إلى هذه المكالمات سوى مجموعة صغيرة من مساعدي الرئيس، خاصة أنها تتطرق إلى مسائل حساسة متعلقة بالأمن القومي في أمريكا وأغلب دول العالم.

ومنذ كشف الديمقراطيون عن أن أحد المبلغين داخل مجتمع الاستخبارات الأمريكية رفع تقريرا "عاجلا" بشأن مكالمة أجراها الرئيس مع أحد القادة الأجانب، تركزت التساؤلات حول كيف يمكن لشخص أن يعرف ما دار بين ترامب ونظيره الأوكراني، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.

وأوضحت الصحيفة، خلال تقرير لها، أنه أثناء إجراء ترامب لمحادثة هاتفية عادة ما يكون مستشاره للأمن القومي إما بالغرفة معه وإما يستمع إلى المكالمة من مكتبه بالجناح الغربي، ومن المعتاد أن ينضم إلى المستشار مسؤولون آخرون من بينهم مسؤولو الاستخبارات الذين يعملون من إحدى غرف البيت الأبيض الذين يقومون بتوصيل المكالمة ويساعدون في إعداد نسخة نصية تقريبية عن المكالمة بعد انتهائها مباشرة تقريبا.

وقال أحد المسؤولين السابقين بالإدارة الأمريكية إن وزير الخارجية يمكنه الاستماع إلى المكالمة حال طلب، وأوضح أحد المساعدين أن نائب الرئيس مايك بنس كثيرا ما ينضم إلى ترامب في المحادثة الهاتفية، وغالبا ما يكون ذلك بطلب من الرئيس.

ونقلت صحيفة "يو إس إيه توداي" الأمريكية عن مايك جرين، وهو مسؤول سابق بمجلس الأمن القومي في عهد إدارة الرئيس جورج دبليو بوش، قوله إن موظفي المجلس يعدون موجزات إحاطة من أجل الرئيس تتضمن معلومات متعلقة بالقائد الذي يحادثه والنقاط التي سيتم تناولها.

وأوضح جرين أنه في عهد إدارة بوش كانت تلك الموجزات تتكون من صفحتين ونصف الصفحة من الملاحظات، وكان بوش يقرأها الليلة السابقة للمكالمة، ويحدد الأجزاء الذي يود حذفها ويضيف ملاحظاته الشخصية.

وأشار المسؤول السابق إلى أن تلك المذكرات عادة ما يعدها المدير المسؤول عن المنطقة الموجود بها القائد الأجنبي؛ إذ كان يوضح تلك المذكرات داخليا مع مسؤولين آخرين على صلة بالقضايا المطروحة بالأجندة التي يمكن أن تتراوح من التجارة حتى حقوق الإنسان والديمقراطية، وذلك قبل إرسالها إلى مستشار الأمن القومي للموافقة عليها.

وبحسب "يو إس إيه توداي"، فإن المكالمات الهاتفية عادة ما تجرى داخل المكتب البيضاوي، حيث عادة يوجد عضوان اثنان على الأقل من مجلس الأمن القومي.

وحول عدد المشاركين بالمكالمة مع أحد قادة العالم، قال مسؤولون سابقون بالمجلس إن عددهم يكون نحو ثلاثة أو أربعة أشخاص الذين عادة ما يكونون حاضرين للمكالمات الهاتفية، وخلال إدارة بوش إما يتواجد مستشار الأمن القومي وإما نائبه بالإضافة إلى مدير المنطقة.

وأوضح مسؤول سابق بالمجلس القومي خلال فترة أوباما أنه في تلك الفترة كان مستشار الأمن القومي والمساعد المسؤول عن المنطقة ذات الصلة بالمجلس وربما العضو المسؤول عن البلد التابع لها القائد، وهناك فرد أو اثنان آخران بغرفة العمليات في البيت الأبيض، يستمعون أيضًا ويدونون ملاحظات.

وأشارت "نيويورك تايمز" إلى أنه عند طلب أحد القادة الأجانب محادثة هاتفية مع ترامب، يقيّم مجلس الأمن القومي ما إن كان الاتصال يستحق وقت الرئيس، وكم مضى منذ آخر مرة تحادث فيها ترامب مع هذا الزعيم، ثم يقوم المدير المسؤول عن تلك الدولة تحديدا داخل المجلس بإعداد مذكرة، التي تتطلب موافقة مستشار الأمن القومي قبل وصولها إلى مكتب الرئيس، ثم يتم وضعها بنظام إنترنت مؤمن يعرف باسم "البوابة"، حيث يمكن إطلاع موظفين آخرين بالمجلس عليها.

وأظهر مضمون المكالمة التي نشرها البيت الأبيض، الأربعاء الماضي، أن ترامب طلب بشكل متكرر من الرئيس الأوكراني المساعدة في تحقيق يتعلق بالمرشح الديمقراطي للانتخابات الرئاسية جو بايدن وابنه هانتر بايدن. 

وفتح مجلس النواب الأمريكي، الذي يسيطر عليه الديمقراطيون، تحقيقاً بهدف عزل الرئيس ترامب لإساءة استخدام منصبه. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ثلاثة × اثنان =

زر الذهاب إلى الأعلى