وفاة راعي غنم من شدة البرد تثير غضب المغاربة
الدار/ فاطمة الزهراء أوعزوز
رعاية الغنم تعتبر واحدة من أهم المهام، أو لنقل المهن التي لا يمكن أن يمارسها صاحبها إلا إذا كان محبا لها ومحبا لأغنامه ورعيته، غير أن الأمر تطاله العديد من الصعوبات حينما يرتبط الأمر بلقمة العيش، وإعالة الأسرة التي تتوقف في أحيان كثيرة على رعاية هذه الأغنام والشياه، خصوصا وأنها تعد بمثابة مصدر الرزق الذي يعكف صاحبها على رعايتها في أفق ضمان مستقبل أبنائه الذي تتهدده العديد من التحديات.
أين نحن من كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته
في السياق ذاته وفي المغرب تكثر الأسر التي تعتمد على الماشية والأغنام في تغطية تكاليف الحياة، بالرغم من غياب الإحصائيات التي تقدم توصيفا للموضوع بلغة الأرقام التي لا تجانب الصواب، غير أن الإشكال يكمن في التحديات التي تعترض الراعي، بل وتجعل حياته عرضة للخطر، خصوصا حينما يشتد لظى الحر أو البرد القارس الذي يمطر ثلوجا كثيفة.
ولعل النقطة التي أزالت اللثام عن الموضوع، هي المتمثلة في وفاة أحد الرعاة بمدينة تازة، والذي تم العثور عليه أمس جثة هامدة مغطاة بالثلوج، الأمر الذي أثار حفيظة المواطنين المغاربة، الذين خرجوا عبر مواقع التواصل الاجتماعي للتعبير عن غضبهم العارم اتجاه هذا الحدث الذي اعتبروه مأساوي بجميع المقاييس.
في أفق جس نبض الشارع حول وفاة الراعي من شدة البرد وقساوة الجو الماطر، رصد ميكروفون "الدار" مختلف الآراء حول الأمر، ليتبن أن هذه الأخيرة تعددت غير أنها تواضعت عند موقف واحد، وهو الذي يفيد الرفض القطعي لهذا الحادث، خصوصا وأن الفقيد اختفى ما يزيد عن أسبوع الأمر الذي لم يكفي السلطات للبحث عنه أو فتح تحقيق حول ملابساة اختفائه، ليتم العثور عليه أمس جثة هامدة مغطاة كاملة بالثلوج.
آراء المتدخلين لم تقتصر على استنكار ما حدث فقط، إنما شمل مجموعة من الانتقادات التي كالت الصاع بالصاعين للوضع الحقوقي بالمغرب، خصوصا وأن وفاة الراعي لم يحرك فعاليات المجتمع المدني، كما لم تتدخل الجهات الوصية على رعاية حقوق الإنسان والمنظمات التي تعنى بهذا الشأن.
وأجمعت الآراء كلها على أن وفاة هذا الراعي بهذه الطريقة، يعتبر دليلا قاطعا على انعدام الحس الإنساني في المجتمع المغربي الذي يضع الإنسان في آخر الاعتبارات، أكثر من ذلك فقد تم وضع المغرب في كفة المقارنة مع الدول الأوربية، وأوضح المتدخلون أنه لو حدثت هذه الوفاة بهذه الطريقة المشينة في إحدى الدول الأوربية لقامت الدنيا بأكملها، ولن تهدأ إلا بعد إعادة الاعتبار للفقيد الذي توفي في ظروف لا يمكن إلا أن توصف "بغير الإنسانية" على حد تعبيرهم.