الزوات: وضعية النظافة والنقل في البيضاء تنتهك كرامة المواطنين.. وهذه حلول حركة “اولاد الدرب”
حاورته: مريم بوتوراوت
أكد المهدي الزوات، المنسق العام لحركة "أولاد الدرب"، أن مدينة الدار البيضاء تتخبط في إشكاليات كبيرة على مستوى تدبير الشأن المحلي للمدينة، ما يتجلى في غياب خدمات نظافة ونقل تحترم كرامة البيضاويين، موضحا في حواره مع "الدار" مجموعة من الحلول التي تقترحها الحركة التي يترأسها.
• ما هي حركة "أولاد الدرب"؟
حركة "أولاد الدرب" هي حركة مدنية مستقلة، هدفها هو الاشتغال على الرفع من الوعي لدى الشباب بصفة خاصة والمواطنين بصفة عامة، اتخذت من مدينة الدارالبيضاء وقضايا الشأن المحلي توجها لها ومركز اهتمامها.
الآن نشتغل على كل ما يتعلق بالسياسات المحلية كمواطنين واعين بأن دورنا يتضمن المساهمة في بلورة السياسات المحلية وتتبع إنجازاتها.
• ما الذي دفعكم للتفكير في خلق حركة جديدة عوض الاشتغال مع الجمعيات الموجودة في الميدان؟
الفكرة انطلقت بخلق ناد صغير في حي التشارك في مدينة الدارالبيضاء، يهتم بكل ما له علاقة بالحي، إيمانا بالمثل المغربي الذي يقول "اللي بغا يشطب يبدا بباب دارو"، فنحن نؤمن بأن التغيير ينطلق من محيط المواطن الصغير، فالمحلي هو أساس التغيير الذي يعرفه المغرب.
انطلقنا من النادي، وكنا ننشر صور أنشطتنا على مواقع التواصل الاجتماعي، الأمر الذي أثار اهتمام مجموعة من الشباب من أحياء أخرى، لتكبر الفكرة وتتطور إلى حركة "أولاد الدرب" وصرنا نشتغل على مستوى مدينة الدارالبيضاء.
• ماهي الأنشطة التي تقومون بها؟
بالإضافة إلى التعبير عن مواقفنا من كل القضايا المتعلقة بما هو مجتمعي في المغرب، نقوم بتنظيم سلسلة من اللقاءات تحت عنوان "شرحو لينا"، الهدف منها خلق تواصل بين الشباب والمسؤولين، لفهم تدبير المدينة، إيمانا منا بأن الوعي والرفع من الوعي يرتبط أساسا ومبدئيا بفهم ميكانيزمات التدبير المحلي.
هناك نشاط سنوي آخر نقوم به، يتعلق بشرح مفاهيم قانون المالية، وأهم البنود والتغييرات التي جاء بها، من طرف وزراء سابقين ومسؤولين وبرلمانيين، حتى يفهم الشاب ماهية قانون المالية وكونه يرسم الخطوط العريضة لتدبير البلاد في السنة المقبلة، وهو ما ينضاف إلى نشاط آخر هو "رمضان ويك"، والذي يستغل أوقات فراغ الشباب قبيل الإفطار ونقوم خلاله بتكوينات وأوراش، تكللت هذه السنة بإنجاز "الكتاب الأبيض" للدارالبيضاء.
• ما هو "الكتاب الأبيض" وما هي مضامينه؟
"الكتاب الأبيض" للدارالبيضاء هو كتيب يتطرق لخمس قطاعات اعتبرناها الأكثر حساسية في مدينة الدارالبيضاء، وهي قطاع النظافة، النقل، التنشيط الثقافي، الولوجيات لذوي الاحتياجات الخاصة، وتواصل مجلس المدينة.
استعنا بخبراء في كل هذه القطاعات، بالإضافة إلى شباب مهتمين، وعقدنا عدة ورشات، تتضمن تشخيصا للوضع الحالي، والإشكاليات التي تعاني منها المدينة والحلول المقترحة، إيمانا منا بأن النقد البناء والمشاركة المواطنة ترتكز أساسا على المساهمة.
• ما هي أهم المشاكل التي تعيش فيها مدينة الدار البيضاء؟
أهم المشاكل التي يعاني منها المواطن البيضاوي كل يوم هي مشكلتا النظافة والنقل. في ما يتعلق بالنظافة، فالتدبير المفوض يواجه عدة مشاكل على مستوى دفاتر التحملات وبعض الشركات التي كانت تدبر مطرح النفايات بمديونة، وهو مشكل كبير يجب أن يتم حله بشكل مستعجل.
المشكل الثاني هو قطاع النقل الذي لم يتم تهييء دفتر التحملات الخاص به، ولا نعرف من هي الشركة التي ستعوض شركة "نقل المدينة"، والتي ستنتهي عقدتها شهر أكتوبر، وحافلاتها في وضعية كارثية، فاليوم ليس هناك نقل أو نظافة تحترم كرامة البيضاويين، وبالنسبة للمواطن المغرب هو ما يعيشه كل يوم، هو ما يصادفه عندما يفتح باب بيته، وفي طريقه إلى العمل، فمن سيستيقظ صباحا على روائح الأزبال ويتنقل في حافلة مهترئة، لا أعتقد أن إنتاجيته ستكون في مستوى التطور الذي نتطلع له في البلاد.
بالاضافة إلى ذلك، تواجه الدارالبيضاء إشكاليات تتعلق بالترفيه والتنشيط الثقافي، فمدينة بحجم الدارالبيضاء لا تتوفر على برنامج ثقافي واضح لساكنة المدينة التي تتجاوز أربعة ملايين ونصف مليون نسمة، ولا على مراكز للترفيه تحفظ كرامة الطفل والمواطن البيضاوي.
• ما هي الحلول التي تقترحونها لمشاكل مدينة الدارالبيضاء؟
تقدمنا في "الكتاب الأبيض" بأزيد من مائة اقتراح في عدة مجالات، ضمنها مثلا في قطاع النقل نقترح أن تكون هناك ممرات خاصة بالدراجات النارية والهوائية ومواقف خاصة بها لتشجيع المواطن على استعمالها أكثر، وفي قطاع البيئة والنظافة نطالب بتشجيع إعادة استعمال المياه المستعملة لسقي المساحات الخضراء.
على صعيد آخر نطالب بتشديد العقوبات على من يستعمل الممرات الخاصة بذوي الاحتياجات الخاصة، وبمنح المركبات الثقافية استقلالية تامة حتى يكون لها برنامج خاص بها، وأن يتوفر مجلس المدينة على تواصل مستقل يهم البيضاويين خال من الحسابات الانتخابية والحسابات السياسية.