أخبار دولية

شهادات: التونسيون يختارون اليوم رئيسا يكون في مستوى تطلعاتهم.. والأولوية لاستقرار تونس

يدلي الناخبون التونسيون بأصواتهم منذ صباح الأحد لاختيار رئيسهم الجديد بين قيس سعيّد ونبيل القروي. ويعد الاقتصاد الرهان الأول لساكن قصر قرطاج الجديد إذ يعول عليه التونسيون لرفع مستواهم المعيشي والقضاء على البطالة.

يحسم الناخبون التونسيون اليوم الأحد في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية هوية رئيسهم القادم بين المرشحين نبيل القروي وقيس سعيّد.

وهي ثاني انتخابات رئاسية بعد الثورة التي أدت لسقوط نظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي في 2011، وثامن استحقاق انتخابي ديمقراطي ينظمه هذا البلد.

وخلافا للإقبال الضعيف الذي عرفته الانتخابات التشريعية التي جرت الأحد الماضي 6 أكتوبر/تشرين الأول، شهد المركز الانتخابي الواقع بنهج مرسيليا وسط تونس العاصمة إقبالا كبيرا في الساعات الأولى من بداية العملية الانتخابية. فيما استمر التوافد طيلة نهار الأحد.

"عمري المتقدم يسمح لي أن أعرف أين هو الصح وأين هو الخطأ"

كعادته، كان عبد العزيز محجوب (80 عاما) من بين أوائل الذين قاموا بواجبهم الانتخابي. بالمناسبة ارتدى بذلة جديدة ملونة بالأحمر والأبيض لأن "اليوم هو يوم تاريخي بالنسبة لتونس" حسب تعبيره. وقال لفرانس24 "لم يكن الاختيار صعبا بالنسبة لي. عمري المتقدم يسمح لي أن أعرف أين هو الصح وأين هو الخطأ. اخترت مرشحا أعرفه ولا يمكن لأي شخص أن يؤثر على خياري لأنني أملك خبرة طويلة في الحياة. أخترت الشخص المناسب في المكان المناسب".

صورة للمشرفين على الانتخابات الرئاسية التونسية

وأضاف "أهم شيء هو أن جميع الانتخابات التونسية مرت دون مشاكل كبيرة وبأمان. على الذين نجحوا الآن أن يتقيدوا بالوعود التي أطلقوها لأنهم إن لم يفوا بوعودهم، فلن يصوت لهم أحد في الانتخابات المقبلة ولن يصدقهم أحد"، داعيا الأحزاب السياسية التي فازت بالتشريعيات "إلى التلاحم وعدم الدخول في صراعات سياسية شخصية".

اختيار التصويت الأبيض

أما ليندة الحجري (49 عاما) معلمة ومربية أطفال، فلقد أقرت لفرانس24 بأنها وضعت ورقة بيضاء في الصندوق.

وفي سؤال، هل كان الاختيار بين المرشحين صعبا، أجابت: "نعم الاختيار لم يكن بالسهل لأنني غير مقتنعة بالشخصيتين. بقاء المرشحين في الجولة الثانية هو في رأيي نتيجة الجهل والفساد اللذين يسودان في البلاد منذ سنين. نسبة الأمية مرتفعة ونسبة الجهل كبيرة. وبالتالي عادي أن نجد أنفسنا في مثل هذا الموقف ويكون الاختيار صعبا".

وواصلت" كنت أتمنى أن تلغى الانتخابات لأن النتائج التي توصلنا إليها غير مقنعة. بكل بصراحة ليس لدي ثقة في أي واحد منهما. قيس سعيّد شخصية غامضة. لم يقنعني بأفكاره وفصاحته في الحديث لا تكفي وكلامه لا يصل إلى عامة الشعب. أما القروي، فهو شخصية غير نزيه بالنسبة لي".

"المناظرة ساعدتنا على اختيار الشخص الأجدر"

ابتسام عدالي، طالبة جامعية، هي الأخرى صوتت صباح الأحد، وقالت في تصريح لفرانس24 إن "التصويت في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية تصويت مصيري بالنسبة لمستقبل تونس". مضيفة "من المهم جدا أن ننتخب لصالح تونس" و"يجب تغيير النظام الذي سمح للفقر والبطالة أن ينموَا بقوة وبسرعة في بلادنا"، موضحة أن "المناظرة السياسية التي جرت بين قيس سعيد ونبيل القروي مساء يوم الجمعة الماضي هي التي ساعدتها على اختيار المرشح الأجدر" حسب قولها وجعلتها "تفهم رهانات الانتخابات وتختار الشخص الذي يليق لتونس".

من ناحيته، أعلن سلام فياض، رئيس الحكومة الفلسطينية السابق والمراقب أجنبي باسم "مركز كارتر" الأمريكي أن العملية الانتخابية تجري في "ظروف عادية" وأنه لم يتم تسجيل "أي خروقات تذكر".

فيما أضاف أن العملية الانتخابية انطلقت في وقتها المحدد في جميع مراكز الاقتراع، منوها أن "تونس أصبحت تملك تجربة كبيرة في مجال تنظيم الانتخابات نظرا للعدد الكبير من الاستحقاقات التي نظمتها منذ سقوط نظام بن علي" في 2011.

نقص عدد المراقبين في بعض مراكز التصويت

أما سعاد، فقالت إنها جاءت لتختار اليوم "رئيسا يكون في مستوى مطالب الفقراء والفئات البسيطة" لأن الأغنياء حسبها "يملكون كل شيء ولا يحتاجون إلى انتخابات".

وقالت لفرانس24 "يجب على الرئيس المقبل أن يوفر المياه والكهرباء للفقراء ويبني عيادات لسكان المناطق النائية، فهم لا يجدون الدواء وفي بعض الأحيان النساء تلدن في الشارع، لماذا؟ لأن العيادة بعيدة". لكن بالرغم من هذه الصعوبات، ترى سعاد مستقبل تونس إيجابيا. "مستقبل تونس في خير. تونس بلادي، بلادنا، مسقط رأسي. نحبها ’برشة برشة‘ ونتمنى أن تكون كل عام من أحسن إلى أحسن".

وفي مؤتمر صحفي، أكد فابيو ماسيمو كاستالدو، رئيس المراقبين التابعين للاتحاد الأوروبي أن العملية الانتخابية تجري لحد الآن عموما في ظروف طبيعة، باستثناء بعض الخروقات الصغيرة التي لا تستدعي التدخل من قبلنا"، لكنه أشار إلى نقص المراقبين في بعض مراكز التصويت مقارنة بالانتخابات التشريعية التي جرت الأحد الماضي.

ومع انتهاء الجولة الثانية، ستكون تونس قد استكملت مسارها الانتخابي واختارت رئيسها الجديد للسنوات الخمس المقبلة والذي يتوقع أن يتسلم مهامه الشهر المقبل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

خمسة عشر + ستة =

زر الذهاب إلى الأعلى