فن وثقافة

“المسيرة الخضراء” … فيلم مغربي يسترجع تفاصيل الحدث

الدار/ فاطمة الزهراء أوعزوز

 

"شعبي العزيز لقد حان الوقت لربط صلة الرحم مع إخواننا في الصحراء" بهذه الكلمات المشحونة بالوطنية، والتي يغمرها قدر كبير من الإحساس بالانتماء… الانتماء لأرض المغرب، ولوطن المغرب، خاطب الراحل الحسن الثاني شعبه، في محاولة منه لحملهم على شد الرحال إلى الصحراء المغربية، وخوض غمار المسيرة السلمية التي تسلح فيها المواطنون المغاربة بالسلم والقرآن الكريم، وهي الجملة نفسها التي افتتح بها مهدي بلحاج الفيلم الذي يتحدث عن المسيرة الخضراء، والذي تم عرضه اليوم بقاعة الندوات بالحي الجامعي الدولي، بحضور العديد من السفراء بالمغرب، إلى جانب السفير المدير العام للوكالة المغربية للتعاون الدولي والذي ترأس تنظيم النقاش بين الحضور ارتباطا بذكرى المسيرة الخضراء.

قال محمد مثقال، السفير المدير العام للوكالة المغربية للتعاون الدولي أن عرض هذا الفيلم يعتبر مدعاة للفخر والاعتزاز، كونه يتزامن والاحتفال بذكرى 43 للمسيرة الخضراء، وهو الأمر الذي يعتبر انعكاسا مرآويا للبعد السينمائي والفني، من خلال عرض هذا الفيلم الذي يستعرض مجموعة من المحطات المهمة التي شملت تنظيم هذه المسيرة، في أفق تعريف الأجانب بأهمية هذا الدرس الذي حرص المغرب على تقديمه للعالم بأسره، من خلال الوقوف أمام العدو باعتماد السلم والحوار، حيث كان الحرص قائما على عدم إراقة الدماء.

في السياق ذاته، تطرق محمد مثقال للأهمية البالغة التي يكتسيها حدث المسيرة الخضراء،  في المسار التاريخي للمغرب، خصوصا وأنه كان المناسبة الذي عبر من خلاله المغاربة على مستوى عالي من الوطنية، من خلال التحاقهم اللامشروط بقوافل المسيرة الخضراء في سبيل الانعتاق من أسرر وحبال الاستعمار التي لم تحكم طوقها على البلاد.

وأضاف أن الفترة التاريخية التي توثق للمسيرة الخضراء، تعتبر مرحلة مشعة بالدلالات التاريخية، كونها ارتبطت بالإرادة الحرة للمواطنين في المشاركة في المسيرة الخضراء، أكثر من ذلك فإنها كانت بمثابة الاستجابة الآنية لنداء الراحل الحسن الثاني، الذي خرج في خطاب إلى شعبه موجها له الدعوة إلى التضامن والالتحام في سبيل شد الرحال إلى الصحراء المغربية، وربط الصلة مع المرابطون هناك من جنود مغاربة وأسر تعيش على أمل التحرر والاستقلال.

وأكد أن المواطنين المغاربة تمكنوا من الدخول إلى سجل التاريخ من أبوابها المشرعة، وذلك بالنظر للشعارات التي حملوها، ملتزمين بالسلم والمبادئ الواردة في القرآن الكريم، الأمر الذي جعل المسيرة الخضراء شكل من أشكال الإنسانية في أرقى الحلل، الأمر الذي ساهم في تحقيق مجموعة من المكاسب سواء على المستوى الاقتصادي أو الإنساني، وهو الأمر الذي يهم الدول الإفريقية على حد سواء.

أما عن الفيلم الذي عرض في سبيل الاحتفاء بهذه الذكرى الوطنية، فتدور مشاهده الأساسية حول الظروف الاجتماعية التي كانت تطال الشعب المغربي في الحقبة التاريخية المرتبطة بالمسيرة الخضراء، والتي لم تثني الشعب المغربي من التسلح بالأمل والقرآن للمشاركة في أطوار المسيرة الخضراء.

أكثر من ذلك فأن الفيلم ركز على انخراط جميع الفئات من المواطنين المغاربة في هذه المسيرة، خصوصا وأن الأمر لم يقتصر على الرجال دون النساء، إنما شمل الإثنين معا كما لم يغفل الحضور البارز للمرأة الحامل، التي كانت تعلق الآمال على إنجاب طفلها في أرض الصحراء المغربية، معتبرة الأمر شكلا من أشكال التعبير عن الاعتزاز بالوطنية المغربية.

هذا وركزت مشاهد الفيلم، على القدر الكبير من الحماس والوطنية التي بدت على المشاركين في المسيرة، خصوصا وأنهم أوقفوا جميع أنشطتهم اليومية والمهنية، والتحقوا مقبلين غير مدبرين للمشاركة في المسيرة الخضراء، التي تمكن المغاربة من خلالها من تقديم دروس وعبر الوطنية للدول جميعها، لأنهم اعتمدوا على مبدأ السلم في السعي إلى تحرير الصحراء المغربية من قبضة المحتل.

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

4 × 2 =

زر الذهاب إلى الأعلى