مشروع “الحدود الذكية” يثير مخاوف الاتحاد الأوربي مقابل صمت الجانب المغربي
الدار /خاص
يواجه مشروع "الحدود الذكية" بين المغرب وسبتة، الذي يُرتقب أن تنتهي منه السلطات المحلية مع متمّ الموسم الحالي، مخاوف داخل مؤسسات الاتحاد الأوربي، اذ يبدو أن المشروع، الذي تعول عليه اسبانيا للحد من تدفق المهاجرين غير النظاميين، لايحظى بالإجماع على المستوى الأوربي.
و تعمل الشركات المعنية على وضع قرابة 35 كاميرا رقمية مزودة بأحدث التقنيات المتطورة للتعرف على وجوه المسافرين العابرين للحدود، والذي تم الاعلان عنه في محاولة لتحديد هوية المارة بدقة، خاصة العابرين للحدود، وشركات النقل التي تشكل الجزء الأكبر من حركة المرور اليومية على الحدود قبل توسيعها لتشمل جميع المارة.
ومن بين المخاوف الأخرى، التي يثيرها المشروع لدى الجارة الايبيرية، هو الخوف من ألا يعود التجار، الذين لديهم إجراءات عبور حدود أكثر مرونة، إلى المغرب ويفضلوا قضاء الليل في سبتة، أو ما هو أسوأ من ذلك، العودة إلى شبه جزيرة إسبانيا.
ويمثل مشروع "الحدود الذكية"، وفقا لوسائل اعلام اسبانية، مصدر قلق كبير للسلطات الأوروبية، التي بصدد سن تشريعات أكثر صرامة في موضوع الهجرة، فيما يلتزم الجانب المغربي، الصمت، حيال هذا الموضوع، مثله مثل كل المواضيع التي تهم مدينة سبتة المحتلة، اذ لا يخضع للنقاش أو التواصل، حتى لو كانت البيانات الشخصية لآلاف المغاربة والمغربيات على المحك، في حالة تنفيذ مشروع "الحدود الذكية".
و حسمت إسبانيا مشروع "الحدود الذكية" الذي يُرتقب أن تنتهي منه السلطات المحلية مع متمّ الموسم الحالي، بحيث تعمل الشركات المعنية على وضع قرابة 35 كاميرا رقمية مزودة بأحدث التقنيات المتطورة للتعرف على وجوه المسافرين العابرين للحدود.
المشروع سيكلف الدولة الاسبانية، ميزانية قدرها 33 مليون أورو، إذ وقع الاختيار على شركة "Gunnebo Iberia"، وهي الشركة الفرعية الإسبانية والبرتغالية التابعة للشركة "الأم " (Gunnebo)، الرائدة عالميا في مجال الخدمات الأمنية والحلول الأمنية الإلكترونية، بتعاون مع شركة "Thales Spain"؛ لتنفيذ المشروع، وهي مجموعة متعددة الجنسيات متخصصة في صناعة الأنظمة المعلوماتية الموجهة إلى أسواق الطيران والدفاع والأمن.
وسيسمح اعتماد أحدث التقنيات الرقمية في المعابر الحدودية، برصد تحركات من يدخل ويغادر هذه النقاط الحدودية، ومن ثمة مواجهة أعداد المهاجرين المرتفعة، لا سيما القاصرين منهم، بحيث ستتمكن الشركات المسؤولة عن الأوضاع الأمنية في المنطقة من معرفة الأشخاص الفارّين، ليتم وضع تلك الأسماء ضمن قوائم سوداء مخزّنة ستكون في متناول عناصر الأمن.
وسيمكن النظام الإلكتروني الرقمي من استيعاب قرابة 40 ألف مسح للوجوه في مدينة سبتة الإسبانية، بينما سيؤدي هذا النظام الرقمي الذكي إلى استيعاب نحو 85 ألف مسح للوجوه في ثغر مليلية، على أساس أن العملية سلسة ومرنة ستُسهل عملية المراقبة من لدن شرطة الحدود.