أخبار الدار

لقاء في دولسدورف يبرز دور الموروث الثقافي المغربي في ترسيخ الهوية الوطنية

أكد المشاركون في لقاء ثقافي نظمته "جمعية الطلاب والخريجين المغاربة بألمانيا"، مساء أمس الجمعة في مدينة دوسلدورف الالمانية (غرب)، على دور الموروث الثقافي المغربي في ترسيخ الهوية الوطنية. 

وفي هذا الاطار، أكد عبد الله العلوي، باحث في مجال الآثار، خلال هذا اللقاء الذي نظم تحت شعار "الثقافة والتراث المغربي مصدر إشعاع وإثراء"، أن الموروث الثقافي المغربي الذي يتسم بالغنى والتنوع يشكل مفخرة ومصدر قوة بالنسبة لمغاربة العالم لتثبيت هويتهم وتمكينهم في نفس الوقت من التعايش في بلد الاستقبال والانفتاح على الاخر وتقبل الاختلاف. 

وأبرز أن غنى التراث المغربي وتعدده بشقيه المادي والإنساني يعود إلى الموقع الجيوستراتيجي للمغرب الدي جعل منه بلد الاستقرار والعبور للحضارات والهجرات البشرية القادمة من آسيا وإفريقيا والبلاد الاورو متوسطية.

 ويرى الباحث المغربي أن التراث المادي أعطى ثقافات وحضارات تبلورت وصاغت التاريخ المغربي الذي انبثقت منه هوية مغربية متعددة الروافد شكلت مصدر إثراء وأضفت على تاريخ المغرب بعدا إنسانيا يحق الافتخار به ، مشيرا الى أن المغرب وقع جميع اتفاقيات منظمة اليونسكو أو ساهم في صياغتها سواء ما يتعلق بالتراث الطبيعي الثقافي أو اتفاقيات التعددية الثقافية او اتفاقية التراث غير المادي. 

من جانبه، أبرز أحمد عيدون باحث في علوم الموسيقى والتراث في مداخلة له أن الموسيقى المغربية تعد مثالا للتنوع الذي يجد مبرره في الموقع الجغرافي المتميز للمغرب في وسط طرق حضارية كبرى سواء الحضارة المتوسطية أو الافريقية أو الاوربية. 

 كما يعزى هذا التنوع، حسب الباحث المغربي، الى الأرضية الثقافية الفنية التي نشأ عليها المغرب والتي تقوم على الأساس الأمازيغي الذي يكون البنية العميقة للثقافة المغربية التي تراكمت فوقها شرائح ثقافية أخرى في مجال الموسيقى، مشيرا في هذا الصدد الى المقامات العربية التي أتت من الموسيقى العربية واندمجت في المغرب ورفعة الذوق الاندلسي الذي قدم أشياء أخرى في ما يخص هيكلة الموسيقى المغربية واعادة بنيتها وهندستها ومجموعات الايقاعات التي استفاد فيها المغرب من عمقه الافريقي الصحراوي. 

والى جانب الأساس الامازيغي، لفت المتحدث الى أن هناك مخلفات ورواسب من علاقات قديمة تتجسد في الممارسات والطقوس التي تعود الى أصول يونانية ورومانية وغيرها. 

وأبرز أن التنوع الموسيقي يظهر في مجموعات ثلاث كبرى تتعلق الأولى بالموسيقى التقليدية الفنية المرتبطة بالمدن، وثانيها في الموروث الاندلسي وثالثها في الموسيقى الشعبية المبنية على التلقائية والارتجال والعنصر الايقاعي وكل ما نتج في الموسيقى المغربية في القرن العشرين وما بعده ابتداء من دخول تكنولوجيا التسجيل والبث في المغرب.

وشدد على أن المغرب يعتمد على رصيد كبير من الانواع الموسيقية لكن "ما ينقصه هو الارتقاء بهذه الموسيقى الى مجال إبداعي كبير وهذا يتطلب تلقينا جديدا وبحثا علميا مازلنا لم نوليه الاهتمام الكبير حتى يمكن أن نقارع بتراثنا الثقافات والحضارات الأخرى".

ومن جانبه، أبرز رئيس "جمعية الطلاب والخريجين المغاربة بألمانيا" سعيد مهاني، في كلمة بهذه المناسبة أن "التعريف بالجانب الثقافي والفني المغربي بمختلف تجلياته الذي لا يجب أن يستهدف فقط الألمان وإنما أيضا الأجيال الصاعدة من أبناء الجالية المغربية .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اثنا عشر − 2 =

زر الذهاب إلى الأعلى