غير مصنف

كرة اليابان ..حل مغربي

محمد بنيس

..لم يستح أفضل لاعب في العالم 2006 الايطالي كانافارو و هو يواجه ملايير الصينيين بحقيقة فارق الفجوة بين كرة اليابان وكرتهم ..إعترف أن هذه الفجوة اتسعت خلال العشرين سنة الماضية ولم يكن من المعتاد وجودها..

كانافارو الآن هو مدرب الفريق الصيني قوانجتشو إيفرجراند الذي ودع المنافسة على دوري أبطال آسيا في نصف النهائي أمام الفريق الياباني أوراوا رد دياموندز..وأكد أسطورة الكرة الايطالية أن هذه الفجوة ستزداد اتساعا على الرغم من الإستثمارات الضخمة للصين في هذا المجال ..بمعية القطاع الخاص تنفيذا لرغبة الرئيس الصيني شي جين بينغ من أجل أن تغدو الصين قوة كروية كبيرة في العالم ..فتدفقت الأموال كالمطر في السنوات الماضية لكنها رصدت لجلب نجوم  أجانب متقاعدين أو على الحافة..

لم يستح  كانافورو و أكمل .. استثمرت اليابان الكثير من الأموال في اللاعبين الصغار في الماضي وحصلت على الأفضلية بهذا الأسلوب.

وأضاف ..لكن من واقع خبرتنا فإنها تملك أفضلية – الأندية اليابانية – أكبر فيما يتعلق بالجوانب البدنية وهو ما يظهر اليوم جليا. يكون اللاعبون اليابانيون، أثناء التنافس، أكثر قوة وتركيزًا ويمكننا أن نتعلم منهم.

..وسقت هذا المثال ..لسبب بسيط ..وهو أن الكرة اليابانية و لكي تتطور نهجت عملا من القاعدة وليس من رأس الهرم ..و هي اليوم قفزت خطوات جبارة و يتوزع لاعبوها على أقوى الأندية الأوروبية وباقي العالم ..حيث أن منتخب اليابان لايضم سوى ثلاثة لاعبين يمارسون في الدوري المحلي و لكن الموجودين في الخارج نشأوا و تكونوا و نضجوا في الدوري الياباني ..بل أن اللاعب الياباني أصبح مطلوبا بشدة في أوروبا و ثمنه السوقي ارتفع كثيرا .

وحتى عندما فجر كانافاروا هذه الحقيقة الصارخة في وجوه الصينيين ..فجرها بلباقة ..بحقائق ..وبأدب ..ولم يفعل كما فعل مدرب المنتخب المغربي البوسني وحيد ..لاعبو البطولة المغربية يمارسون شيئا آخر غير كرة القدم ..فكنافارو لم يقل للصينيين أن لاعبي بطولتكم لا يلعبون كرة قدم..ولكن بطريقة مؤدبة وغير مباشرة قال أن ما ينقصها هو الاستثمار في الصغار..

اليابانيون الذين نتحدث عنهم دربهم وحيد ولكنهم وكما يعرف العالم لا يتخذون أي قرار إلا بالعودة للحكمة والمسطرة والبيكار ..أقالوا وحيد و….قبل شهرين من مونديال موسكو 2018 ..وكان من قبل الفرنسي تروسيي وأقالوه ..وربما لأنهما يتشابهان في فرض الانضباط القاتم على اللاعبين والمحيط ..كأولوية مطلقة بينما يبحث اليابانيون عن إبداع فني عن متغيرات تكتيكية تستفيد منها كرتهم ..فهم أصلا يأكلون ويشربون الانضباط في كل حياتهم ..

أعرف أن قناعات المدربين تختلف ..ولكن يستحيل أن يختلفوا على الأساسيات ..إنما تظل عقلية القمع النفسي تسيطر على بعضهم وهي عقلية ربما تتوافق بين وحيد وجامعة كرة القدم ..فالزمام في المنتخب المغربي انفلت وترك رونار تكثلات وفوضي إنضباطية لن يتمكن مسؤولو جامعة الكرة من فك خيوطها المتشابكة فكان اختيار وحيد ربما هو الأصلح لهذه المهمة ..مهمة إعادة  الإنضباط  لمنتخب كله إلا استثناءات نادرة ..كله يمارس في أندية أوروبية تتوزع بين كبيرة ومتوسطة وصغيرة ..ومن الصعب أن تحرك عصا الطاعة مع هؤلاء النجوم الكبار أو يعتقدون أنهم كذلك ..ويؤمنون أنهم يستحقون معاملة خاصة واحتفاء ولماذا لا بعض الدلال..

لن نخاصم واقعنا وسنوحي لأنفسنا أن وحيد وبفرنسيته المتعثرة لم يقصد السخرية وربما أخطأ التعبير ..فهو أخطأ سابقا ورمى نفسه بالرصاص خطأ و ظل يخضع للعلاج لأكثر من سنة ..وسنحترم فدائيته مع بلده البوسنة لدرجة أن الكرواتيين دمروا منزله وأحرقوه ..لأنه مناضل ويستحق التحية ..وسنقول أن بطولتنا يجب أن تراجع ..وأن ما يسمى بالاحتراف عندنا ماهو سوى أكذوبة أو وهم و سنحسم الأمر ونحمل جامعة كرة القدم مسؤولية إصلاح هذه – المصيبة –

 ونعود لوحيد الذي اختار أن يدرب منتخبا مغربيا من الخارج ويلعب كرة قدم حقيقية ..

والكرة التي من المفروض أن يلعبها أبناؤنا النجوم ..يجب أن تقترب من كرة أوروبا..من اللعب الذي أشارت له توصيات اللجان الفنية للفيفا التي تتكون من خبراء كبار رفعوها ضمن ملف تقريري بعد مونديال روسيا 2018 ..وطرحت ونوقشت في اجتماع باريس. سأتناول بعض وأكرر بعض ..مع ادخار مخزون كبير من التفاصيل ما طرح منها ..

عاد معدل أعمار اللاعبين إلى الاعتماد على صغار السن.

ارتفاع معدل اللياقة البدنية بشكل ملموس لدى جل المنتخبات و خصوصا المتميزة .

جل المنتخبات مارست الاستحواذ على الكرة والسرعة في إستعادة الكرة .

الصرامة والحدة في المواجهة ومن كل اللاعبين ..

ضاقت مساحة الملعب وكانت السرعة غالبا هي الحل ..

ويذكرني عنصر ضيق مساحة الملعب بما قاله رئيس الفيفا الأسبق الدكتور جو هافلانج وهو يغادر مقر الفيفا عندما سألوه عن كرة المستقبل ..أجاب ..ستضيق مساحة الملعب لأن لياقة اللاعبين البدنية سترتفع ..وبسبب هذا التكثل سيلتجئ الجميع للسرعة  ..وهاهو ماقاله هافلانج ابتدأ يتحقق .

عندما يمنحنا وحيد منتخبا قويا ..صارما ..سريعا ..ويمارس كرة حديثة سنسامحه ونعترف له بحكمة بصيرته ..لا أن يتعادل مع فريق إفريقي دمرته الحرب و لا أن يخسر مع فريق إفريقي متواضع آخر..وفي قلب المغرب ..

..يقولون ..من يحصي نبضه ..لن يجد له قلب؟ 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

خمسة − اثنان =

زر الذهاب إلى الأعلى