“لوموند”: هكذا سيكون حوار المغرب مع الجزائر
الدار/ ترجمة: حديفة الحجام
أفردت يومية "لوموند" الفرنسية، الأكثر انتشارا، مقالا عنونته "ملك المغرب يدعو إلى حوار 'مباشر وصريح' مع الجزائر" قالت فيه إن الملك محمد السادس اقترح إنشاء "آلية سياسية مشتركة" لـ "تجاوز الخلافات"، سيما فيما يخص مسألة الصحراء.
وجاء في متن المقال أن ملك المغرب دعا يوم الثلاثاء 6 نونبر الجزائر إلى حوار "مباشر وصريح"، باقتراح إنشاء "آلية سياسية مشتركة للحوار والتشاور" لـ "تجاوز الخلافات" بين كلا البلدين الجارين. ويشار إلى أن الحدود بين البلدين مغلقة من سنة 1994 ويعود آخر لقاء جمع قائدا البلدين منذ سنة 2005.
وتعود مناسبة مقال "لوموند" إلى الخطاب الملكي يوم الثلاثاء 6 نونبر الذي تزامن مع الذكرى الثالثة والأربعين للمسيرة الخضراء والذي توقف فيه العاهل المغربي كثيرا عند العلاقات بين الرباط والجزائر و "أن وضع [ها] غير طبيعي وغير مقبول". وأكد الملك "أنني طالبت، منذ توليت العرش، بصدق وحسن نية، بفتح الحدود […]، وبتطبيع العلاقات المغربية الجزائرية".
وللمضي قدما، اقترح الملك محمد السادس "آلية سياسية مشتركة للحوار والتشاور" مؤكدا على أن "يتم الاتفاق على تحديد مستوى التمثيلية بها، وشكلها وطبيعتها". وأضاف العاهل المغربي أن "المغرب منفتح على الاقتراحات والمبادرات التي قد تتقدم بها الجزائر" لإرساء العلاقات بين البلدين "على أسس متينة، من الثقة والتضامن وحسن الجوار".
وأشارت 'لوموند'، نقلا عن وكالة الأنباء الفرنسية، تصريحا لمسؤول حكومي سامي رفض الكشف عن هويته أن هذه الآلية ستتيح إمكانية مناقشة كل القضايا الثنائية المعلقة "دون طابوهات"، ووضع كل "المسائل الخلافية على الطاولة". وأضاف نفس المصدر أن هذه الآلية ستتيح أيضا تحديد مشاريع التعاون الثنائي " في مجالات حساسة كالأمن مثلا" وتنسيق العمل حول القضايا الأكثر شمولية كالهجرة والإرهاب.
وقال نفس المصدر الحكومي "نتمنى أن تستجيب الجزائر بصورة إيجابية لتجنب التوقعات التي تصفنا بأننا منطقة محكوم عليها بالفرقة"، مشيرا إلى أن "بلدانا أخرى استطاعت تجاوز الخلافات بالاعتماد على الحوار وبالرهان على مستقبل مشترك".
وتزامن الخطاب الملكي مع الذكرى الستين لمؤتمر طنجة -الذي شهد دعوة الحركات التحررية في المغرب والجزائر وتونس إلى الوحدة المغاربية"–، ومع الذكرى الثالثة والأربعين لـ "المسيرة الخضراء، حينما قام 350.000 مغربي يوم 6 نونبر 1975 بتلبية نداء الملك الحسن الثاني للسير إلى الصحراء التي كانت ما تزال تحت الاحتلال الإسباني بهدف استرجاعها.
وختمت لوموند مقالها بالقول إنه بعد مغادرة الإسبان للأقاليم الجنوبية، أعلنت بوليساريو سنة 1976 عن تأسيس ما يسمى "الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية" وتدعو منذ ذلك الحين إلى الانفصال عن المغرب. ويعتقد المغرب أن هذه المنطقة جزء لا يتجزأ من أراضيه ويقترح حكما ذاتيا تحت السيادة المغربية.