صحةنساء

علاج الاكتئاب بواسطة النباتات … جرّبيه

توصف مضادات الاكتئاب عادةً لعلاج الاكتئاب البسيط أو المتوسط. وفي هذه الحالات كذلك يحتل العلاج بالنباتات مكانة مميزة بين ترسانة العلاجات هذه.
في ما يلي نستعرض بعض النباتات التي يمكن وصفها في علاج الاكتئاب، مع الدكتور مارك بيك، الطبيب العام واختصاصي التغذية والعلاج بالنباتات:

الاكتئاب: لماذا الاتجاه نحو النباتات؟

هناك المزيد من الدراسات والمطبوعات العلمية، التي تشير إلى فقدان فاعلية مضادات الاكتئاب في علاج الأشخاص الذين يعانون رد فعل اكتئابيًّا بسيطًا أو متوسطًا. وتؤكد هذه الدراسات أيضًا على العديد من الآثار الجانبية لهذه العلاجات. وبناءً عليه فقد يقدّم العلاج بالنباتات الحديث الذي يعتمد على معرفة تأثير المباديء المختلفة للأعشاب والنباتات، حلًّا طبيعيًّا وفرديًّا للمريض.
ويوضح د. مارك بيك قائلًا: "ترتبط نوبة الاكتئاب بتلف النواقل العصبية وخصوصًا السيروتونين والنورادرينالين، وفي كثير من الأحيان يتم ذلك تحت تأثير زيادة مستوى الكورتيزول والذي يسمى كذلك هرمون الإجهاد والتوتر. وتعمل النباتات الطبية على منع تلف النواقل العصبية، ولكن أيضًا على تحفيز تصنيعها".

الجذر الذهبي لعلاج بداية الاكتئاب

الجذر الذهبي والذي يسمى كذلك جذر القطب الشمالي أو تاج الملك، معروف بخصائصه التي تتكيف مع احتياجات الجسم  Adaptogenic، أي بمعنًى آخر يزيد مقاومة الجسم تجاه الضغوط المختلفة التي تؤثر عليه. وفي موازاة ذلك، فإنَّ الآثار المزيلة للقلق ومضادات الاكتئاب في هذه النبتة، قد تمَّ إثباتها في العديد من الدراسات على الفئران. ويحتوي جذر النبتة على روزافين وهو عنصر نشط يساعد على محاربة الاكتئاب. كما يمكن وصف هذه النبتة بمفردها أو مع الزعفران، والذي له تأثير وقائي على النواقل العصبية بسبب غناه بالمركّبات النشطة مثل سافرانال.

نبتة سانت جون لعلاج الاكتئاب المثبت

كانت نبتة سانت جون موضع العديد من الدراسات السريرية لعلاج المزاج الاكتئابي والقلق. وإضافة إلى ذلك اعترفت منظمة الصحة العالمية (WHO) بأهمية هذه النبتة في علاج الاكتئاب البسيط إلى المتوسط. ولكن رغم ذلك ينبغي الحذر والانتباه إلى تفاعلاتها مع بعض الأدوية والتي تقلل آثارها مثل حبوب منع الحمل ومضادات الاكتئاب، وعلاجات تنظيم المزاج أو مضادات التخثر.

الغريفونية لعلاج الاكتئاب الذي يصاحبه النهام العصبي (بوليميا)

بذور الغريفونية مركزة بمركب 5- هيدروكسي تريبتوفان وهو السلف لتصنيع السيروتونينن الذي يدعى كذلك "هرمون الصفاء". وغالبًا ما يرتبط نقص السيروتونين بالاكتئاب وخصوصًا الاكتئاب الموسمي. وبناءً عليه ومن أجل زيادة تصنيع هرمون الصفاء هذا، فقد تساعد الغريفونية على تراجع الاكتئاب والسيطرة على المحفزات نحو السعادة.
ومن ناحية أخرى، إذا صاحب الاكتئاب اضطرابات الشهية مثل الأنوريكسيا أو فقدان الشهية، فيجب التحول إلى استخدام نبتة الكوشاد – الجنطيانا – والتي سوف تعمل على تحفيز الشهية.

حشيشة الهر والخشخاش الذهبي لعلاج الاكتئاب الذي يصاحبه اضطرابات النوم

تشتهر نبتة حشيشة الهر بقدرتها على تخفيض الهياج العصبي والقلق والتغلب على الأرق. ولكنها قد تُستخدم أيضًا بسبب آثارها المضادّة للقلق والمضادّة للاكتئاب. ويمكن أخذ نبتة حشيشة الهر بمفردها أو مع الخشخاش الذهبي، وهي نبتة غنية بالقلويدات التي تعطي النبتة خصائصها المنومة بشكل خفيف وطبيعي. وعلى العكس من البنزوديازيبينات، والتي تخلق تأثيرًا منوّمًا ولكنه قد يؤثر على بنية النوم، فإنَّ هذه النبتة تخفّض مرحلة النعاس وتحسّن نوعية النوم من دون أن تخلق اضطرابات في التركيز أو التهيج.

نصيحة مهمة: قبل اللجوء إلى العلاج بالنباتات، من المهم للغاية استشارة طبيب مختص بهذا الموضوع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

2 × 2 =

زر الذهاب إلى الأعلى