طلحة جبريل يكتب ل”الدار” عن روايات
طلحة جبريل
بعض الروايات يمكن أن تعيد قراءتها مرات ومرات، وفي كل مرة تجد متعة لا تضاهى في اكتشاف الجديد. هناك ثلاث روايات، لا أعرف عدد المرات التي وضعت فيها كتباً التي تنتظر القراءة جانباً، وعدت إليها. هذه الروايات بالترتيب هي كالتالي :
*"موسم الهجرة إلى الشمال " الطيب صالح.
* " عمارة يعقوبيان" علاء الأسواني.
* " زهور للسيدة هاريس" بوول غليكو.
عدت قبل أيام إلى قراءة رواية "عمارة يعقوبيان" التي كتبها الروائي علاء الأسواني. كنت قرأت "عمارة يعقوبيان" في ترجمتها الإنجليزية، ثم في لغتها العربية. الرواية في لغتها الاصلية ممتعة ما أن تقرأ الصفحة الاولى حتى تنسى ما حولك وتندمج في أجواء وعوالم شخصياتها الروائية. الأسواني مؤلف يملك براعة الغوص في دواخل شخصياته.
”زكي الدسوقي" بطل الرواية ابن الباشا الذي ترك تاريخه خلفه وعاش حياة الدعة والمجون وأسرف كثيراً في الحياة، لكن مع عمق إنساني استثنائي ادى الى ان يكون الوحيد الذي فاز بالشابة الفاتنة "بثينة محمد السيد" شابة ألهبت المشاعر حولها. رسم لنا المؤلف صورة دقيقة عن "بثينة" جعلتنا نكتشف أن "تبرير الاخطاء او حتى الخطايا" في حق أنفسنا، يساعد في بعض الأحيان. لا يمكن ان نلتزم الحياد تجاه شخصية "بثينة" إن قارئاً أي قارئ لا يستطيع أن يتخذ موقفاً وسطاً إزاء هذه الفتاة. شخصيات علاء الأسواني نماذج موجودة تسير على قدمين بين الناس. رواية ممتعة. ممتعة جدا.