طلحة جبريل يكتب ل”الدار” عن أسنان الدجاج
طلحة جبريل
أبدأ بملاحظة ربما إنتبه لها كثيرون عند مرورهم أمام مبنى البرلمان. إذ أصبح الناس يفضلون الجلوس أو التسكع في المساحات الخضراء الممتدة في وسط شارع الخامس وتفصل بين جانبيه.
هناك توجد نوافير وأسراب الحمام وبعض الباعة المتجولين وأيضاً المصورين الذين يقتاتون من تصوير الأطفال، ويقتات الحمام من فوق أيديهم .
وجود الناس في هذه المساحة الضيقة نسبياً والتي تغري الجالسين بالتفرج على المارة ، مرده في ظني لعدم وجود حدائق مفتوحة في الرباط إذ كل الحدائق تسيجها الجدران.
أتذكر مرة خلال دردشة مع أحد القياديين في "العدالة والتنمية" قلت له إذا استطاعت المجالس التي تحظون فيها بالأغلبية في أهم المدن المغربية، أن تشييد ثلاثة مرافق، سيذكركم الناس كثيراً.هذه المرافق هي الحدائق المفتوحة ومكتبات الأحياء والمراحيض العامة.
من الواضح أن الاقتراح بقى معلقاً في الهواء، وأقول جازماً لا توجد أي مدينة شيدت فيها مكتبة بمبادرة من مجلس بلدي.
اللافت أيضاً في وسط الرباط أن كل المقاهي فاضت بزبائنها بحيث اندلقت الطاولات والكراسي إلى الممرات وفي بعض الأحيان حتى إلى الساحات، هذا يدل على أن المقاهي هي المكان المتاح لكل من يرغب في تزجية الوقت أو حتى قتل الوقت بوسط الرباط.
إضافة إلى ذلك فإن الأنشطة الثقافية والملتقيات التي كانت في السابق سمة من سمات العاصمة أضحت فعلا أندر من أسنان الدجاج .