غير مصنف

طلحة جبريل يكتب عن الخطابة

طلحة جبريل 

أستمع هذه الأيام  بانتباه لمداخلات النواب والمستشارين، إذ طلب مني  الحديث في ندوة عن قدراتهم الخطابية.
سبق أن شاركت مع الصديق الراحل علاء صبحي من " بي بي سي" في برنامج خاص عن القدرات الخطابية للرئيس الأميركي السابق باراك أوباما .
كان علاء يتحدث من لندن والداعي لكم بالخير من واشنطن ، ومن خلال البرنامج انبثقت لدينا فكرة إنتاج إستطلاع (ريبورتاج)  إذاعي مدته في حدود خمس دقائق ، وأطلقنا على البرنامج  "نظرية المربع". الأمر يتطلب الكثير من الشرح ، وهذا الحيز غير كاف ، لذلك أعود إلى موضوع الخطابة .
ما لفت انتباهي ان القدرات الخطابية تراجعت كثيراً. يقال إن الزعيم عبدالخالق الطريس كانت له قدرة كبيرة على الخطابة. إذ كان خطيباً ساحراً لا يقرأ من أوراق مكتوبة مقبولة في صياغتها وإنما كان يختار كلمات تتدفق لهباً وتتدحرج جمراً. كان يردد جملة تقول " لو تبدلت الارض غير الارض فإننا لن نسمح بشبر واحد من ترابنا الى أقصى الصحراء" كانت الجماهير حين تسمع هذه الجملة تنخرط في موجة حماس هيستيرية.
من أكثر السياسيين المغاربة الذين استمعت لهم  وتمتع بقدرة على الخطابة الراحل علي يعتة. كان نائباً واحداً ووحيداً في البرلمان يمثل حزبه في بداية الثمانينات، وقتها كنت أحاول فهم السياسة المغربية عبر شرفة البرلمان، كان يعتة  يلقي مداخلاته في البرلمان متدرجاً من الهدوء الشديد ثم تتصاعد نبرته حتى يصل الى حد يطلق فيها الكلمات والجمل وكأنها أعيرة نارية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

خمسة عشر + 5 =

زر الذهاب إلى الأعلى