أخبار دولية

تقرير: احتمال تحول جبل طارق إلى بؤرة توتر بين أمريكا وروسيا

الدار/ حديفة الحجام

كشف مركز بحثي أمريكي اسمه "The Heritage Foundation،" له تأثير في الحزب الجمهوري، النقاب عن تقرير تطرق فيه إلى احتمال تحول جبل طارق إلى بؤرة للتوتر بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا. ويرى مؤلف التقرير، المتخصص في الدفاع والأمن، لوك كوفي، أنه "من المقلق جدا" ولوج روسيا إلى ميناء سبتة المحتلة لقربه من معبر جبل طارق.
ونظرا لكون الولايات المتحدة الأمريكية تستخدم "جبل طارق" في عبور غواصاتها بهدف القيام بعمليات الإصلاح والتزود بالوقود، فإن "الغواصات الروسية الموجودة في على بعد كيلومترات قليلة تمثل مشكلة للاستخبارات والأمن الخاص بالولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها".
ويؤكد الخبير أن "سياسة إسبانيا في السماح للبحرية الروسية باستعمال ميناء سبتة لا يمكن تبريرها، إن أخذنا بعين الاعتبار التردد الإسباني في السماح للسفن التابعة لحلف الشمال الإسباني بالقيام برحلات مباشرة بين جبل طارق والموانئ الإسبانية"، إذ "وبالرغم من أن إسبانيا عضو في الناتو، إلا ان حكومتها تفرض قيود على الولايات المتحدة الأمريكية وعلى القوات العسكرية التابعة للناتو ممن تزور جبل طارق".
ومن بين التقييدات التي يشير إليها كوفي في تقريره هناك الصعوبات التي يرى أن سفن البحرية الأمريكية تواجهها في التوقف بالموانئ الإسبانية". ويؤكد أنه "من الغريب أن تثمن إسبانيا دخول القوارب الروسية إلى موانئ أكثر من تلك التابعة للناتو".
ويضيف كوفي أن شيئا مماثلا يحدث مع الطائرات التي "ترفض السلطات الإسبانية بصورة روتينية منحها الترخيص بالتحليق أو الهبوط في إسبانيا إن هي أقلعت أو كانت متوجهة إلى جبل طارق".
فعلى سبيل المثال، "يتوجب على طائرة أمريكية تحلق بين جزيرة روتا وجبل طارق أولا أن تحيد قليلا ناحية فابور في البرتغال، أو طنجة في المغرب".
ويرى خبير "The Heritage Foundation" أن على الولايات المتحدة الأمريكية أن تصطف إلى جانب المملكة المتحدة فيما يخص السيادة على صخرة جبل طارق التي تنازع فيها مدريد من عقود في خلاف تاريخي.
وتحذر "The Heritage Foundation" إسبانيا من مغبة السماح للسفن العسكرية الروسية بالتوقف المؤقت في موانئها، حيث يؤكد لوك كوفي في التقرير أن "على الولايات المتحدة الأمريكية بعث رسالة واضحة مفادها أن ما يحدث غير مقبول". 
وحسب كوفي، "ليس الوقت مناسبا ليقوم عضو في الناتو باستقبال البحرية الروسية في وقت ترفع فيها أغلب الدول الأعضاء في الحلف العقوبات الاقتصادية على روسيا وتطرد دبلوماسييها وتقوي الجانب الأمني في أوربا الشرقية تحسبا لأي تهديد روسي بالاعتداء".
ويشير كوفي في التقرير أنه من سنة 2011 إلى 2016 سمحت مدريد على الأقل لـ 62 سفينة حربية روسية (مدرمرات وفرقاطات وسفن هجومية وغواصة هجوم…) باستعمال موانئها، لدرجة أنه إلى غاية أكتوبر 2016 "ظهر أن بعض تلك السفن كانت متورطة في الاحتلال غير الشرعي لجزيرة القرم وفي دعم نظام بشار الأسد في سوريا".
وكرد على الموقف الإسباني، يقترح صاحب التقرير على حكومة الولايات المتحدة الأمريكية "الضغط من كل الجهات" على إسبانيا، وحث الإدارة على العمل مع الكونغرس في الولايات المتحدة الأمريكية "لإرسال رسالة واضحة ومتناسقة مفادها أن أي دعم إسباني للبحرية الروسية أمر لا يليق بحليف في الناتو".
كما أوصى رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، دونالد ترامب، ومستشاره في الأمن القومي، جون بولتون، بأن يعبرا علنا عن "خيبة أملهما من إسبانيا"، وكذا المستشار، مايك بومبيو، ووزير الدفاع، جيمس ماتيس، باستغلال "كل الفرص، بما فيها الاجتماعات الوزارية في الناتو لطرح الأمر على نظرائهم الإسبان".
ودعا أيضا الولايات المتحدة الأمريكية إلى "التنسيق مع كل أعضاء الناتو للضغط على إسبانيا".
وختم التقرير أنه و"بالنظر إلى الوضع الحالي للعلاقات بين الغرب وروسيا، سيكون من غير المسؤول عودة مدريد إلى السماح للسفن الحربية الروسية باستعمال الموانئ الإسبانية"، مشددا على ضرورة أن "تعبر حكومة الولايات المتحدة الأمريكية في أعلى مستوى أنه من غير المقبول تقديم أي دعم للبحرية الروسية".

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

8 − 7 =

زر الذهاب إلى الأعلى