غير مصنف

طلحة جبريل يكتب عن اليوميات المغربية

طلحة جبريل

تواجه الصحافة الورقية ظروفا بالغة التعقيد خاصة في ظل منافسة شرسة من الشبكات الاجتماعية التي باتت تدفع بجحافل القراء نحو قراءات سطحية  وتبدد وقتهم في تفاهات وسخافات.
الجديد المفرح للصحافة الورقية هي وجود مؤشرات تفيد ان اعتماد  اليوميات الورقية  على الصحافة الاستقصائية خاصة في اميركا والمانيا وبريطانيا أعاد لها وهجها، والمؤمل ان تصل هذه الموجة إلى الصحافة الوطنية.
تصدر  في المغرب 19 صحيفة يومية تشمل صحف مستقلة وأخرى حزبية وصحف بالفرنسية .
الإشكال الأساسي أنه يتعذر  جمع معلومات عن هذه الصحف. ذلك أنها  لا تنشر بيانات كما هو الشأن في الغرب عن أوضاعها الداخلية، مثلاً رأسمالها، الشركاء، الممتلكات، أوضاعها المادية، مداخيلها ارباحها أو خسارتها، مصادر التمويل، هيكلها الصحافي والاداري، وما الى ذلك.
في اعتقادي ان 19 صحيفة  مقارنة بكتلة القراء في المغرب رقم مرتفع كثيرا. في اميركا الصحف الكبرى لا تتعدى خمسة صحف وهي " نيويورك تايمز" "واشنطن بوست" " يوإس توداي" " لوس انجلوس تايمز" و"وول ستريت جورنال". المنطق السائد يقول إن البقاء للافضل، وان القراء سيقررون في نهاية الأمر من سيبقى. هذه مثالية. لان ارقام المبيعات لا علاقة لها بالقدرة على التأثير. في أواخر السبعينات كانت الصحيفة الاكثر توزيعاً هي "أخبار السوق". كانت اول صحيفة تختار ان تكتب بالعامية، وتجاوزت أرقام توزيعها مائة الف، لكن لم يكن لها أي تأثير، كان الناس يقرأها للتسلية والترويح عن النفس، يضحكون او يبتسمون ثم يرمونها. عندما اندثرت لم يتأسف عليها أحد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

3 × ثلاثة =

زر الذهاب إلى الأعلى