المواطن

سكان المدينة القديمة بالبيضاء…مطارح نفايات قوم عند قوم مساكن

الترقب والانتظار، وهاجس الانهيار هو الإحساس السائد الذي يخيم على ساكنة المباني القديمة بالدار البيضاء، حيث العديد من السكان يعيشون على أمل تلقي التفاتة  إنسانية تنتشل ما تبقى من أملهم من هذه المباني الآيلة للسقوط، التي لا تقيهم شر الحر والبرد كونها مباني قديمة ومهترئة، غير أنها على الأقل تقيهم التشرد واستيطان الشوارع.

وتعتبر هذه الساكنة التي تصف حالها بالمتردي، أن وضعها السكني تطاله العديد من الهفوات، خصوصا وأن معظم بيوتهم السكنية هي عبارة عن بنايات قديمة ومتهالكة من المرجح أن تسقط في أية لحظة، أكثر من ذلك فإن هؤلاء السكان واتقاء لشر السقوط الذي قد يقض مضجعهم في أية لحظة، فقد عمدوا إلى نصب مجموعة من الخيام و"التشابولات" باستعمال البلاستيك، والتي أصبحت هي الملاذ والسكن البديل الذي تحتمي به ساكنة المدينة القديمة، خصوصا وأنهم يعتبرون بيوتهم الآن خطرا حتميا لا يؤتمن جاره.

التهميش واللإقصاء وكذلك الضياع، كلها عناوين كبرى تسم حياة الساكنة في المدينة القديمة بالدار البيضاء، خصوصا وأن انعدام المساحات الحضراء والمجالات المخصصة للعب الأطفال تكاد تكون منعدمة، الأمر الذي يزيد من حدة المعاناة التي تطال الساكنة، وفي ظل هذه الظروف التي يفتقر لها الأطفال لأبسط ظروف العيش الكريم تصبح مطارح النفايات هي المواطن الأساسية التي يحج إليها الأطفال لمزاولة هواتهم المفضلة "كرة القدم"، في الحين الذي يتخذ فيها تلاميذ آخرون مطارح النفايات هذه مجالا لمراجعة دروسهم.

في السياق ذاته أفادت جهات من المجتمع المدني، والفاعلة أيضا في الجمعيات التي ترعى هذا الملف، يتضح أن معظم الوعود التي تقدمها الجهات الوصية بالمدينة في الدار البيضاء لتجاوز هذه الإشكالية القائمة، لا تكاد تتجاوز حيز الوعود الكاذبة التي لا تحدث أثرا يذكر على المستوى العملي، وتظل مجرد حبر على ورق.

في السياق ذاته فإن  لائحة التداعيات السلبية التي تكون نتاجا فعليا لهذه الدور الآيلة  للسقوط، تظل متعددة وغير محصورة خصوصا وأنها مجاورة لمطارح النفايات الأمر الذي يجعل صحة الساكنة عرضة للعديد من الأمراض والأوبئة، أكثر من ذلك  فإن هذه المباني تضع الساكنة في وضعية نفسية حرجة، خصوصا وأنهم يعيشون وهم يخشون سقوط هذه المباني المهترئة في اي لحظة، الأمر الذي يجعلهم عرضة لمجموعة من الاضطرابات النفسية جراء انعدام الاستقرار والأمن.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أربعة × 3 =

زر الذهاب إلى الأعلى