تفاصيل “أزمة” دبلوماسية جديدة بين الرباط وأمستردام بسبب السفير المغربي
الدار/ المحجوب داسع
في قرار يؤشر على "أزمة" دبلوماسية صامتة جديدة بين الرباط، وأمستردام، ألغى سفير المملكة بهولندا، عبد الوهاب البلوقي، أمس الخميس، في الدقائق الأخيرة، اجتماعا كان من المقرر أن يجمعه بوزيرة الدولة الهولندية للعدل والأمن، Ankie Broekers-Knol، وفقا لصحيفة " ad.nl" الهولندية.
وقال المتحدث باسم وزارة العدل الهولندية، إن " الدبلوماسي المغربي أخبرهم بأنه لا يمكن عقد الاجتماع الذي كان مبرمجا مع الوزيرة الهولندية، التي كانت ترغب أن تناقش مع ممثل المملكة، اشكالية إعادة المواطنين المغاربة الذين رفضت طلبات لجوئهم في هولندا.
وسبق أن أخبرت الوزيرة الهولندية، قبل أسبوعين، مجلس النواب الهولندي، بقرار الحكومة المغربية رفض استقبالها لتدارس ذات الملف مع المسؤولين المغاربة، مشيرةً إلى أن القرار توصلت به عبر القنوات الدبلوماسية.
من جهته أكد وزير الخارجية الهولندي، ستيف بلوك، في تصريح للصحافة، اليوم الجمعة، أنه لا يرغب في إعطاء أهمية كبيرة لإلغاء السفير المغربي للقائه مع وزيرة العدل والأمن الهولندية، وأن لا نية له في استدعاء السفير المغربي لطلب توضيحات حول أسباب إلغاء الاجتماع.
وفي محاولة منه لتجنب التصعيد، قال رئيس الدبلوماسية الهولندية، إنه عازم على بذل المزيد من الجهود للتغلب على العقبات التي تقف في طريق التعاون الثنائي بين المغرب وهولندا، مشيرا الى أنه أبلغ مؤخرا، نظيره المغربي، ناصر بوريطة بشأن إعادة إعطاء دفعة جديدة للعلاقات الثنائية، وأنهما "مقتنعان بالعمل سويا لإيجاد حلول للمشاكل العالقة".
ويحاول المغرب وهولندا تجاوز الأزمة الدبلوماسية بينها، وقلب صفحة الشنآن، حيث التقى وزيرا خارجية البلدين، في شتنبر الماضي في نيويورك على هامش أعمال الدورة الثالثة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة. واتفقوا على إطلاق دينامية جديدة للعلاقات الثنائية، والعمل سويا لحل كل القضايا الخلافية، وعلى رأسها طلبات اللجوء التي تقدم بها مواطنون مغاربة، وهو اللقاء الذي تلاه اجتماع في نونبر بالرباط بين السفراء المديرين العامين لوزراء خارجية المغرب وهولندا.
ومن المنتظر أن يستأثر إلغاء اجتماع السفيرالمغربي، البلوقي مع أنكي بروكرز-بالنقاش في البرلمان الهولندي الأسبوع المقبل.
وتعود "برودة" و "فتور" العلاقات الدبلوماسية المغربية الهولندية، الى عز حراك الريف بالحسيمة، عندما قدم وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي ناصر بوريطة، شهر شتنبر 2018، في نيويورك، رداً مكتوباً إلى وزير خارجية هولندا، ستيف بلوك، إثر التقرير الرسمي الذي رفعه الدبلوماسي الهولندي إلى برلمان بلاده، يتحدث فيه عن تداعيات احتجاجات الحسيمة والاعتقالات التي طالت عدداً من نشطاء المنطقة.
وعلى هامش أشغال الدورة الـ73 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، عقد الوزير بوريطة اجتماعاً مع نظيره الهولندي، أكد فيه رفض المغرب القاطع لتدخل هولندا في أحداث "حراك الريف" التي شهدتها البلاد.