المواطن

الدار البيضاء.. السلطة “تُسكِتُ” صوت موسيقى الشارع

الدار/ فاطمة الزهراء أوعزوز

لطلما شكلت شوارع البيضاء فضاء مشرعا أمام هواة موسيقى الشارع، الذين يفرون إلى كبريات شوارع المدينة لاستعراض ما أوتوا من هوايات فنية، خصوصا وأنهم يجدون في الشارع المجال الرحب الذي يعزفون فيه على مختلف الآلات، بل أكثر من ذلك غالبا ما تمتزج الموسيقى بالغناء، حيث تصدح حناجر الهواة بمختلف اللغات في تعبير عن تشبثهم اللامشروط بهذا الفن المنطلق، الذي يتجاوز حدود المكان والزمان ليتحف الحضور من المارة بأداء جيد.

لكن وفي خطوة مسبوقة تعيش هذه الفرق الموسيقية في الظرفية الحالية نوعا من التضييق الممنهج، الذي تمارسه مجموعة من الجهات الوصية على السلطة في المدينة، حيث وجدت مجموعة من الفرق الموسيقية نفسها مكرهة للدخول في سجال مع السلطات الأمنية، بعدما عمدت هذه الأخيرة على إجبارهم لمغادرة الشارع تحت ذريعة أن هذا الأخير يعتبر ملكا عموميا ولا يحق لهؤلاء الشباب الإقدام على استعراض مواهبهم في الهواء الطلق، لأن المسرح هو المكان المخصص لذلك، الأمر الذي رفضه هؤلاء الهواة معتبرينه تدخلا مجحفا في حقهم.

في السياق ذاته أكدت بعض الفرق الموسيقية المعنية بدعوة إخلاء الشارع العام هذه، أن هذا الإجراء يعتبر مرفوضا خصوصا وأنهم يقتصرون على استعراض قدراتهم الفنية، وممارسة مواهبهم الغنائية، الأمر الذي يعتبر سلوكا حميدا بل راقيا، لأنه يساهم حتما في تهذيب السلوك الفني والرقي بالذوق،غير أن السلطات تفضل تعتيم هذه الحقيقة والاكتفاء بالادعاء أن هذه الممارسات تحدث نوعا من الضجة والمضايقات التي تثير غضب السكان.    

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

16 + ثمانية =

زر الذهاب إلى الأعلى