صحيفة أرجنتينية: المغرب أول قوة فضائية في إفريقيا
الدار/ الدكتور: أدالبيرتو ثي. أغوثينو – ترجمة: حديفة الحجام
لا يبدو أن شيئا يملأ عيني الملك محمد السادس حينما يتعلق الأمر بالدفع بتنمية المغرب، فلا المدن الذكية ولا أكبر مركب مينائي في البحر الأبيض المتوسط ولا القطارات الفائقة السرعة ولا حتى تحسين وسائل الاتصالات. أما الآن، فيجد العاهل المغربي نفسه منكبا على تنمية القدرات الفضائية للمملكة.
وفي شهر نونبر 2017، انطلقت مهمة "UV11" تابعة لـ "آريان سبيس" على متن صاروخ "فيغا" الأوروبي الخفيف من القاعدة الفضائية "كورو"، في غويانا الفرنسية، من أجل وضع القمر الصناعي المخصص للمراقبة محمد السادس "أ" الذي يلتقط صورا عالية الدقة وبقدرة على التقاط خمسمئة صورة في اليوم.
وستكتمل أنشطة دراسة المعلومات الأرضية التي يجمعها محمد السادس "أ" انطلاقا من 20 نونبر المقبل بإطلاق القمر الصناعي الجديد محمد السادس "ب" الذي تشرف عليه الكونسورتيوم الأوروبي، "آريان سبيس".
وينتمي القمران الصناعيان المغربيان إلى مجموعة "Pleiada" بوزن 1.1 طن وهيكل سداسي، إضافة إلى ثلاثة ألواح شمسية صنعت في فرنسا من طرف شركة "تالسالينيا سبيس".
نفس الشركة كُلّفت بتزويد الآليات البصرية التي تسمح للأجهزة بالحصول على صور نهارية وليلية بدقة 0.7 أمتار، في حين صنعت "إيرباص فرنسا" المنصة والأجهزة الداخلية وسبقت عملية إدماج القمر الصناعي.
وستستعمل الرباط القمر الصناعي الجديد لأنشطتها الخرائطية وإعداد التراب الوطني وتتبع الأنشطة الطبيعية والاستغلال الأمثل للثروة السمكية الهائلة التي توفرها لها 3500 كيلومتر في إحدى مناطق الصيد والتي تضم أكبر تنوع إحيائي على ظهر الكوكب، حيث تتوفر على كتلة إحيائية قوامها أزيد من خمسمئة نوع بحري، بالإضافة إلى تتبع حالة الطقس.
وسيشرف على القمرين الصناعيين مهندسون وتقنيون مغاربة جرى تأهيلهم وتعميق تخصصهم في الخارج.
ويمثل إطلاق القمر الصناعي محمد السادس نجاحا جديدا للعاهل المغربي في مسلسل تحديث المملكة وإدماجها بصورة كلية في العالم.
وبهذه الطريقة ستتحول المملكة المغربية إلى أول قوة فضائية في إفريقيا، وذلك بالرغم من كون التقدم الذي يحرزه المغاربة نحو فرض هيمنة واضحة على منطقة المغارب يوقظ الريبة والشك في قلوب الدول المجاورة التي تشعر أنها متأخرة نوعا بالمقارنة مع التقدم المتواصل والذكي للمغرب في كل المجالات.