أخبار الدار

المنصات الرقمية تناهض خطاب الكراهية

 

أطلق نشطاء في المجال الحقوقي والإنساني صفحة على الفيسبوك تحت مسمى “غيّرها” تهدف إلى نبذ خطاب الكراهية والتطرف التي انتشرت في السنوات الماضية بسبب الحروب التي وقعت في العالم العربي، ونتجت عنها خطابات جديدة على المجتمع ، من بينها التصنيفات السياسية وإطلاق التهم على الآخرين، والابتعاد عن لغة الحوار وتبادل المعرفة.

وأوضحت الصفحة في منشور في السابع من الشهر الماضي، في تعريفها للكراهية بعنوان ”شنو تعرف على خطاب الكراهية والتنمر؟ أي ماذا تعرف عن خطاب الكراهية.. ليتم التوضيح أن خطاب الكراهية هو توجيه كلام يحتوي على نعوت وأوصاف قاسية و إهانات سواء كانت شخصية، معادية للفرد المقصود نفسه أو لمجموعته، بناءً على اختلافات كاللون ومرات الأصل والجنس ولا العقيدة السياسية أو حتى الدينية.”

واستعملت الصفحة  في منشورها اللهجة العامية في محاولة لتوضيح ما تطمح لهُ بقولها: ”خطاب الكراهية هو الأسلوب اللي نتكلمو بيه على الجماعات اللي تختلف علينا والمحيطة بينا، مش شرط يكون مرتبط بكراهية فرد بذاته، أحيانا حتى بجماعة“.

وأضافت في تعريفها أن الكراهية لا تشمل المجموعة إن كان فيها أحدا لديه خطاب الكراهية أو ميول التطرف، بقولها: “الكراهية مشاعر حادّة ومتطرفة جدًا ، تجعلك ترفض أن ترى الجماعة المتعرضة لخطاب الكراهية ضحية، ترفض أنك تصنفها كجماعة بشرية لها عيوب ومزايا، فيها أشخاص إيجابيين وآخرون سلبيون.

وتطرّقت الصفحة التي أصبحت تنال إعجاب الكثيرين، إلى ما يُنشر على مواقع التواصل وطرحت سؤالا حول إمكانية تغيير بعض المفردات والجُمل التي تُسيء للبعض، أو هل تراقب انفعالاتك وأنت تقرأ خبرا أو مواقفك وأسلوبك؟ في منشورها الذي نُشر في 15 أكتوبر: “هل تراجع في كتاباتك قبل ماتنشرها؟ هل تركز وتراقب في انفعالاتك وأنت تقرأ على حدث أو تسمع في خبر لست متأكدا من صحته؟ هل تراقب في طريقة تفكيرك والآلية اللي يتشكل بها موقفك تجاهه؟ .

وأعلن عدد من الكُتّاب على مواقع التواصل تضامنهم مع هدف الصفحة وأرسلوا مقاطع فيديو يروُون فيها تجاربهم في هذا الملف وكيفية تجنّب الكراهية والعنف والتمييز في الآراء والأفكار.

الفيسبوك يناهض الكراهية

رداً على انتقادات واجهها تطبيق “ماسينجر” في بلدان عدة حول العالم، وخاصة التي تعرف انتشار الحروب، وفر الفيسبوك أدوات جديدة لمستخدمي التطبيق كي يتمكنوا من الإبلاغ عن المحادثات التي تنتهك معايير المجتمع التي تعتمدها الشركة على منصاتها، من دون الحاجة إلى مغادرة التطبيق.

ويسمح تبويب جديد داخل “ماسينجر” للمستخدمين بالإبلاغ عن الرسائل التي تتضمن تحرشاً أو خطاب كراهية أو انتحاراً، علماً أن التطبيق أتاح سابقاً الإبلاغ عن المحتوى غير اللائق عن طريق الموقع فقط، ما لم يكن كافياً، خاصة أن الكثيرين يستخدمون التطبيق المخصص للهواتف المحمولة فقط.

يُذكر أنه في إبريل الماضي وجّه خبراء ومحللون اللوم إلى موقع الفيسبوك” على “الفوضى” في ميانمار، لافتين إلى أن خطاب الكراهية انتشر على الشبكة الاجتماعية، حين بدأت أزمة الروهينغا في البلاد، العام الماضي.

وأكدوا أن نشاط الجماعة المعادية لمسلمي الروهنغيا، وتضم 55 ألف عضو، سجل ارتفاعاً وصل إلى مائتين في المائة في حجم التفاعلات، كما أن قصصاً مفبركة انتشرت على الفيسبوك تحرّض البوذيين ضد المسلمين في البلاد، كما شارك المستخدمون شارات دعت إلى تطهير البلاد من المسلمين.

بعدها أقرّ الرئيس التنفيذي في الشركة، مارك زوكربيرغ، أن انتشار خطاب الكراهية عبر منصته في ميانمار “أزمة حقيقية”، مؤكداً أن الشركة تعزز جهودها في مجال مكافحة خطاب الكراهية على منصاتها. وتجدر الإشارة إلى أن خبراء في حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، أكدوا أن موقع الفيسبوك لعب دورا في نشر ثقافة الكراهية في ميانمار، في الفترة الماضية.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

16 − إحدى عشر =

زر الذهاب إلى الأعلى