تازة تحتضن منتدى “إنعاش تشغيل الشباب بالوسط القروي”
انطلقت اليوم الخميس بمدينة تازة أشغال المنتدى الأول حول إنعاش تشغيل الشباب بالوسط القروي، والذي يستمر يومين وتنظمه المديرية الجهوية للفلاحة لجهة فاس مكناس بشراكة مع المكتب الوطني للاستشارة الفلاحية وجمعية أجيال تازة.
ويعتبر هذا اللقاء أول منتدى تنظمه وزارة الفلاحة حول إنعاش التشغيل في الوسط القروي بحيث يعد حدثا هاما للفاعلين في القطاع الفلاحي خاصة الشباب منهم، وفرصة لتبادل الخبرات والتجارب الناجحة بمختلف جهات المملكة وعرض الانجازات المحصل عليها في إطار استراتيجية مخطط المغرب الأخضر في ما يخص خلق مقاولات خدماتية فلاحية صغرى ومتوسطة وأنشطة مدرة للدخل وتسهيل ولوج الشباب للمؤسسات البنكية من أجل تمويل مشاريعهم.
وينظم المنتدى على مساحة ألف متر مربع مغطاة ويشارك فيه أكثر من 60 عارضا من خمس جهات من المملكة يمثلون المؤسسات الفلاحية العمومية والشبة عمومية والمؤسسات التعليمية الفلاحية مع خريجيها وممثلي المقاولات الصغرى والمتوسطة الفلاحية وممثلي الجمعيات المدنية وكذلك التعاونيات. وسيعرف تنظيم عدد من ورشات النقاش والإرشاد والتوجيه حول التشغيل في القطاع الفلاحي والفرص المتاحة.
وفي كلمته خلال الجلسة الافتتاحية لهذا المنتدى الذي حضره بالخصوص عامل إقليم تازة ورئيس غرفة الفلاحة بجهة فاس مكناس أوضح محمد صديقي الكاتب العام لوزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات أن هذا اللقاء يستهدف تدارس إشكالية التشغيل لدى الشباب القروي، وتبادل التجارب الناجحة وإعطاء اقتراحات عملية تساهم في الحد من البطالة.
وقال إن موضوع النهوض بتشغيل الشباب يوجد في قلب معادلة التنمية لبلادنا، مذكرا بتوجيهات جلالة الملك محمد السادس في خطبه الأخيرة بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب وبمناسبة افتتاح الدورة الخريفية للبرلمان الاخيرة والتي حددت ثلاث أولويات هي الشباب والتوظيف وإبراز طبقة وسطى في الوسط القروي مشددا جلالته على دور التكوين المهني في القطاع الفلاحي في التأهيل لسوق الشغل.
وأشار صديقي الى أن القطاع الفلاحي يعد رافعة أساسية لإنعاش الشغل بحيث أن الدفعة التي أعطاها مخطط المغرب الأخضر للفلاحة الوطنية مكنت من جعله مساهما رئيسيا في التشغيل بالمغرب بنسبة 40 في المائة على الصعيد الوطني و80 في المائة بالوسط القروي وخلق ما يعادل 250 ألف وظيفة إضافية مع مضاعفة الدخل المتوسط للفلاحين وتحسين القيمة الإضافية المنتجة بالعالم القروي.
وأكد أن مخطط المغرب الأخضر أعطى أهمية أساسية للتعليم والتكوين في الميدان الفلاحي، حيث اعتبرهما قاطرة لكل تنمية فلاحية مستدامة من شأنها أن تساهم في التنمية الاجتماعية عبر ضمان توفير الكفاءات والمعارف التي تلبي حاجيات مهنيي القطاع وخلق فرص الشغل.
وقال إن مخطط المغرب الأخضر وضع مجموعة من الإجراءات التي من شأنها أن تساهم بشكل مباشر وغير مباشر في إنعاش التشغيل الذاتي من بينها تفعيل استراتيجية جديدة للتعليم والتكوين في الميدان الفلاحي لتنويع أنماط التكوين واستقطاب الشباب القروي عبر تبسيط شروط الولوج وضمان جودة التكوين ودعم ومصاحبة خريجي معاهد التكوين المهني الفلاحي الذين يطمحون الى خلق مقاولاتهم الصغرى ثم اعتماد مناهج بيداغوجية جديدة لإعداد برامج التكوين التي تتلاءم مع سلاسل الإنتاج الفلاحي.
ومن بين التدابير كذلك تحسين جودة التكوين داخل مدارس التكوين ومراكز التأهيل و معاهد التعليم العالي الفلاحي من خلال توفير البنايات التحتية والتجهيزات البيداغوجية الضرورية وتوسيع الطاقة الاستيعابية داخل هذه المؤسسات ووضع جهاز لتتبع المسار المهني لخريجي هذه المدارس والمعاهد من شأنه تقييم نجاعة هذه المنظومة وتحديد الإجراءات الضرورية للتلاؤم بين التكوين والتشغيل.
وأضاف صديقي أن من بين هذه الاجراءات أيضا تم إعداد برنامج وطني للحاضنات الفلاحية الجهوية لمصاحبة وتكوين حاملي مشاريع إنشاء مقاولات فلاحية قادرة على توفير دخل قار ومناصب شغل في العالم القروي وأيضا إنعاش الاستثمار الفلاحي، ودعم الضيعات والمقاولات الفلاحية من خلال الإعانات المالية التي تقوم بها الوزارة عبر صندوق التنمية الفلاحية ثم دعم التنظيم المهني في مختلف اشكاله من تعاونيات و جمعيات و تجمعات ذات النفع الاقتصادي و فدراليات مهنية جهيوة و و طنية و فدراليات بينمهنية التي يؤطرها القانون 12ـ03.
وأكد أن المكتسبات التي حققها مخطط المغرب الأخضر ستسمح بأن ينهض القطاع الفلاحي بأدوار أكبر، ويكون مساهما فعالا وجزءا من الحل لامتصاص إشكاليات تواجه المغرب اليوم وعلى رأسها تلك المتعلقة بالتشغيل لدى الشباب.
وتم خلال حفل افتتاح هذا المنتدى تسليم الشهادات على خريجي الدار المهنية القروية بني يزناسن، وكذلك توزيع عدد من الأطقم من المعدات التقنية الفلاحية لفائدة متعاونين ومتعاونات في شعبة تقنيات صيانة النباتات وتربية الأغنام والماعز وتثمين المنتوجات الفلاحية وتربية النحل. ويشكل هذا اللقاء استمرارية لسلسلة لقاءات على الصعيد الوطني التي تنظمها الوزارة للتباحث حول سبل تعزيز المكاسب المحققة في مجال التشغيل في المجال الفلاحي وخاصة لفائدة الشباب القروي، وكذا فرصة لنقاش غني حول أفضل السبل لإدماج الشباب حاملي الشهادات، وطرح اقتراحات ملموسة من أجل دعم خلق فرص عمل جديدة.
وسوف يعرف المنتدى تنظيم عروض وموائد مستديرة ستهم التكوين ومصاحبة الشباب بالوسط القروي والتحفيزات وتمويل المقاولات الصغيرة بالوسط القروي. كما سيعرف اليوم الثاني من المنتدى تنظيم ورشة من تأطير المكتب الوطني للاستشارة الفلاحية تحت شعار ”دعم التعاونيات والمقاولات الخدماتية رافعة لخلق فرص الشغل وتحسين الدخل بالعالم القروي“.