أخبار الدار

تحليل إخباري: مفاوضات جنيف ورد الجزائر.. النفق المسدود

الدار/ سعيد المرابط

سيجتمع ممثلو المغرب وجبهة البوليساريو، في الـ5 والـ6 من دجنبر، في جنيف السويسرية، في اجتماع مائدة مستديرة برعاية الأمم المتحدة ، وستشارك الجزائر وموريتانيا أيضاً كدول مراقبة للملف.
وكانت آخر محادثات عقدت بين المغرب وجبهة البوليساريو في مانهاسيت بالولايات المتحدة قبل ست سنوات، في مارس 2012.

 

ضخة جديدة في الملف الجامد

هذه السنوات الستة، هي فقط شجرة تخفي غابة أربع عقود ونيف من الأخذ والرد، وتأرجح المواقف والمحطات التاريخية، لأحد أقدم نزاعات في إفريقيا، كانت أفظعها الحرب التي خاضها الجانبان، والتي لا زالت سجالا في ثنايا المشاعر.
الضخة الجديدة في الملف الجامد، جاءت بعد وصول الامين العام الحالي للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريس، ومبعوثه للصحراء، هورست كولر، الذين دفعا بالأطراف إلى قبول الجلوس مع بغض “مباشرة”.
وفي الـ31 من أكتوبر، مدد مجلس الأمن لمدة ستة أشهر، حتى أبريل القادم، ولاية بعثة الأمم المتحدة في الصّحراء “مينورسو”.
وتهدف فكرة تقصير مدة المهمة، التي تم تجديدها حتى أبريل القادم، إلى الضغط على الأطراف للدخول في مفاوضات. 
وتمت الموافقة على القرار الأخير في أعلى هيئة لاتخاذ القرار في الأمم المتحدة بأغلبية 12 صوتًا وامتناع عن التصويت من طرف روسيا وبوليفيا وإثيوبيا. 
ويعتبر الدافع الرئيسي لتقصير فترة التجديد في ستة أشهر هي الولايات المتحدة، وهي الدولة التي اقترحت إنهاء الوضع الراهن للصراع، ومن جانبها، كانت فرنسا، تؤيد تمديد التجديد إلى سنة واحدة.

 

طرفي النزاع.. وشيئ إيجابي في القرار

ومع كل ذلك، رأى كل طرف من طرفي النزاع شيئا إيجابيا في قرار الأمم المتحدة الأخير. 
وقال سفير المغرب لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، وسائل الإعلام المحلية أنه لأول مرة، يكرس قرار لمجلس الأمن للجزائر بأنها “الجزء الرئيسي من العملية السياسية”. 
وكان المغرب دائما يطالب بالجزائر في المفاوضات بشأن الصّحراء، وجبهة البوليساريو.
وقال سيدي عمر، ممثل جبهة البوليساريو لدى الأمم المتحدة: “نحن لا نتوقع ولا نعتقد أننا ذاهبون إلى اتفاق ملموس، دجنبر المقبل في جنيف. ولكن إذا كنا قادرين على الاتفاق على جدول زمني للاجتماع التالي، فسيكون ذلك إنجازًا بحد ذاته، ويعتمد ذلك على المواضيع والتقويم الذي اقترحه المبعوث الشخصي هورست كولر”.
ويشير عمر إلى أن الألماني كولر ساهم بشكل كبير في المفاوضات، “أرسل كولر لنا خطابات دعوة إلى المائدة المستديرة في سبتمبر، في 2 أكتوبر، وقبل المغرب و جبهة البوليساريو اليوم التالي، وثم قبلت الدولتين المتجاورتين”.

 

مبادرة حوار إلى الجزائر

وفي الـ9 من الشهر الجاري، أصدر الملك محمد السادس، في خطابه بمناسبة الذكرى ال43 للمسيرة الخضراء؛ مبادرة حوار إلى الجزائر، وتفاجئ العديد من المتابعين “على استعداد المغرب للحوار المباشر والصادق مع الشقيقة الجزائر من أجل التغلب على التناقضات الزمانية والواقعية التي تعيق تطور العلاقات بين البلدين”.
ولم تتلقى الدعوة المغربية على رد رسمي، حتى أمس من الدولة الجزائرية، وكان الجواب متشككًا تمامًا. 
وأصدرت وزارة الخارجية الجزائرية بيانا نادت فيه اتحاد المغرب العربي لعقد اجتماع لوزراء الخارجية في أقرب وقت ممكن لمواصلة إعادة إعمار هذه المنظمة. 
ويعتبر الكثير من المغاربيين، أن “اتحاد المغرب العربي”، فكرة ميتة سريرياً، وعفا عنها الزمن عمليا منذ عام 1989.
وكان زعماء الدول المغاربية؛ المغرب والجزائر وليبيا وتونس وموريتانيا وقعوا لتأسيس المنظمة التي تهدف إلى حرية حركة رأس المال والسلع والناس بين البلدان الشريكة.

 

الجزائر.. استجابة ملغومة

“إن استجابة الجزائر”،ملغومة، وتثير الريبة، وشير إلى جبهة البوليساريو، حيث يأتي في الواقع ليقول للمغرب: “إذا كنت تريد حقاً التحدث، فدعونا نفعل ذلك بجدية ومع كل بلدان منطقة المغرب العربي جالسة على الطاولة، والجزائر تعتبر كما عبرت في مناسبات سابقة، ألا وجود لاتحاد المغرب العربي، إلا بوجود البوليساريو، مما يعني أن القضية دخلت الدوامة القديمة الجديدة.

وكما ستخرج مفاوضات جنيف بخفي حنين، حين تصل إلى النفق المسدود، في مواقف الطرفين، فالبوليساريو، دعو إلى “إجراء استفتاء على تقرير المصير”، بينما ترفض المملكة ذلك الخيار، وتعرض “الحكم الذاتي في الأقاليم الجنوبية”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ثلاثة × 4 =

زر الذهاب إلى الأعلى