أخبار الدار

أفريسيتي 2018.. المغربي حسن رضوان يضع خبرته المعمارية رهن إشارة الأفارقة

 يثير المغربي حسن رضوان الانتباه، في أروقة وردهات الدورة الثامنة لقمة منظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة الإفريقية "أفريسيتي" (من 20 إلى 24 نونبر الجاري بمراكش)، بحكم نباهته البحثية وإسهاماته النشطة في النقاشات التي تدور حول محاور العمران والتدبير الحضري للمدن في العالم، وخاصة افريقيا.

ويوظف رضوان استراتيجية تواصلية تجذب الحاضرين وتشدهم إلى المعلومات القيمة التي يقدمها، وخلاصات تجربته الغنية المكتسبة من عضويته في العديد من المنظمات الدولية والافريقية والعربية المعنية بالمجال العقاري والتأهيل الحضري.

وأبان الأستاذ حسن رضوان عن دراية بالغة بالملفات المتعلقة بالتهيئة الحضرية والتعمير. هذه الخبرة لم تأت من فراغ، بل هي ثمرة تكوين طويل الأمد انطلق من المغرب ومر من بريطانيا والولايات المتحدة، وسجل علمي أكسبه تجربة عملية في عدد من البلدان ضمنها الامارات العربية المتحدة.

وانتمى حسن رضوان في البداية للمدرسة الوطنية للهندسة المعمارية، لينتقل بعدها في سنة 1988 للندن لمتابعة الدراسة في التخصص الذي يعشقه لينال شهادة الماجستير.

ظل الهاجس الأساسي لهذه الرحلة العلمية هو الانفتاح على الخبرة العالمية لكي يمنح بعدا دوليا لدراساته في الهندسة المعمارية، ويستفيد من ملازمة كبار المعماريين في العالم.

كان حسن رضوان أحد المعماريين الأساسيين في وضع مخطط وإستراتيجية الحفاظ على مدينة فاس كتراث عالمي، وقام بالتدريس في جامعة الأخوين لمدة أربع سنوات، مما منحه تجربة في البحث العلمي أرست له دعائم التطلع إلى أن يكون ضمن الخبراء العالميين في ميدان التعمير.

وقد تجلى تحقيق طموحه بأن اختير عضوا في لجنة شبكة المدن الذكية بمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو)، وكذا عضوية لجنة تقييم المشاريع بمؤسسة جائزة الآغا خان للعمارة بجنيف (سويسرا)، والالتحاق بمنظمة الأمم المتحدة للتخطيط والإسكان.

هذه الثقة الممنوحة من قبل منظمات دولية ترصع الصفحات البحثية لحسن رضوان الذي أضاف إلى مرحلة دراسته في بريطانيا وحصوله على ماجستير في الهندسة المعمارية من مركز الهندسة المعمارية في لندن، نيله الدكتوراه في علوم الهندسة المعمارية من جامعة بنسلفانيا (تصنف حاليا السادسة على المستوى الأمريكي) بعد الاستفادة من منحة الحكومة الأمريكية في سنة 2001.

وكان رضوان قد شغل منصب مدير المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية، قبل أن ينتقل إلى الشارقة بالإمارات العربية المتحدة، وهي التجربة التي يحكي فصولها بكل ثقة واطمئنان لأنها خلدت اسمه في سجل منجزي المشاريع البنيوية التي تظل شاهدة على لمساته في هذه المنطقة العربية.

خلال تواجده بالشارقة، عمل مع الإماراتيين، على إنشاء مركز للآثار بشراكة مع منظمة إيكروم، وهو النجاح الذي استمر في تلك البقعة من العالم بمضاعفته، في ظرف أربع سنوات، عدد المستفيدين من التكوين في الهندسة المعمارية ليصل إلى 500 طالب مقابل 50 شخص حينما تقلد منصب رئيس قسم الهندسة المعمارية في كلية الهندسة بجامعة الشارقة.

واختير أيضا ضمن 15 خبيرا دوليا لإعداد الدليل الدولي للتخطيط الحضري والترابي، حيث كان الافريقي الوحيد ضمن هذه المجموعة التي قدمت وثيقة مرجعية عالمية في ميدان التعمير.

يقول الأستاذ حسن رضوان، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن لديه استراتيجية ورؤية افريقية، وهو ما وجد له صدى حينما عين مديرا لمدرسة الهندسة المعمارية والتصميم والتخطيط الحضري بجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، بأفق منفتح على القارة السمراء.

ومنحه هذا المنصب الهام الفرصة للاشتغال على البعد الافريقي في مقارباته للعمران والتراث المعماري، وفق معادلة تحقيق "التوازن بين التعلم والخبرة والبحث".

ويعتبر الأستاذ حسن رضوان أن "المدن ليست للسكن فقط، بل للتنمية والشغل"، وأن المغرب نموذج يحتذى به في القارة السمراء. 

وأكد أن المشكل لا يكمن فقط في عدد السكان في القارة السمراء، بل في البنيات التحتية الضعيفة للمدن، مضيفا أنه ليس من السهل تنفيذ الأهداف الأممية الكبرى المتعلقة بالمدن.

وخلص إلى أن دراساته المتنوعة وتجربته الميدانية أعادت صياغة تصوراته العلمية ومناهج البحث ضمن توجه يحقق انسجاما بين التكوين الثقافي المغربي والانفتاح على الثقافات الفرنكفونية والانكلوساكسونية.

المصدر: الدار – وم ع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أربعة × 4 =

زر الذهاب إلى الأعلى