أخبار الدارمال وأعمال

المغرب يشارك في منتدى برشلونة الوزاري السادس للغاز

 احتضنت برشلونة خلال الفترة ما بين 21 و 23 نونبر 2018، المنتدى الوزاري السادس للغاز، بمبادرة من المنتدى الدولي للطاقة والاتحاد الدولي للغاز وبمشاركة الوزراء المشرفين على قطاع الطاقة ومسؤولي المؤسسات التي تنشط في المجال من مجموعة من الدول من بينها المغرب.

وضم الوفد المغربي الذي حضر هذا المنتدى الدولي برئاسة وزير الطاقة والمعادن والتنمية المستدامة عزيز الرباح كلا من أمينة بنخضرا المديرة العامة للمكتب الوطني للهيدروكربونات والمعادن وعبد الرحيم الحافظي المدير العام للمكتب الوطني للكهرباء والماء وياسر فارس القنصل العام للمغرب في برشلونة.

وتميز هذا المنتدى بالاجتماع رفيع المستوى الذي عقده وزراء الطاقة والمعادن وكذا الرؤساء والمديرين العامين للشركات العالمية الكبرى المتخصصة في مجال الطاقة والذي خصص لبحث ومناقشة المقاربة التي يجب اعتمادها من أجل دعم وتعزيز التعاون بين البلدان المشاركة لمواجهة مختلف التحديات الطاقية المطروحة.

وشكل هذا الاجتماع مناسبة لعزيز الرباح من أجل تقديم تجربة المغرب في مجال الانتقال الطاقي وتنمية وتطوير قطاع الطاقات المتجددة في المملكة وكذا الفرص الاستثمارية التي يوفرها .

وقال الرباح إن قطاع الغاز الطبيعي، قد شهد نقطة تحول تاريخية في المغرب، مع إطلاق خارطة طريق في شهر دجنبر 2014 لوضع وتنفيذ المخطط الوطني لتنمية وتطوير استعمالات الغاز الطبيعي الذي يتمثل مكونه الرئيسي في الغاز الطبيعي المسال مشيرا إلى المقاربة التي تم اعتمادها من أجل إنجاز هذا المخطط.

وأكد أن المغرب عمل في إطار شراكات متطورة ومبتكرة على الاستثمار في البنيات التحتية للغاز التي يمكنها أن تسهل عملية التدفقات التجارية مع الدول المجاورة مثل خط أنابيب الغاز ( المغرب العربي ـ أوربا ) وكذا بين المجموعات الإقليمية كمشروع خط أنابيب الغاز بين المغرب ونيجيريا الذي يربط بين دول غرب إفريقيا وأوروبا.

وبخصوص أهداف المناخ أكد الربا ح أن المغرب انخرط من خلال نموذجه الطاقي الجديد في المجهود الدولي الذي يهدف إلى تقليص انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري بنسبة 32 في المائة في أفق 2030 وذلك عبر تنمية وتطوير الطاقات المتجددة والغاز الطبيعي مشيرا إلى أن الغاز الطبيعي سيلعب دورا حاسما في تحسين الأمن الطاقي العالمي ومرونة الإمدادات والتزود بالطاقة المقرونة بتدابير وإجراءات سياسة الطوارئ والأمان والسلامة.

ومن جهتها أكدت أمينة بنخضرا أن المغرب تمكن بفضل الرؤية السديدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس من وضع استراتيجيات ومخططات عمل ملائمة في العديد من القطاعات التي جعلت من المملكة نموذجا يحتدى في المنطقة وعلى صعيد القارة الإفريقية لارتكاز السياسة الطاقية للمملكة على التنمية الاستباقية للطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية.

وقالت إن المغرب اعتمد منذ سنة 2009 استراتيجية طاقية تتمثل أهدافها بشكل أساسي في إنشاء مزيج طاقي متنوع ومحسن خاصة بالنسبة للكهرباء وتقوم على الخيارات التكنولوجية النظيفة والفعالة والتي لها القدرة على التنافسية إلى جانب تنمية وتطوير الموارد الوطنية للطاقات المتجددة خاصة بالنسبة للطاقات الشمسية والريحية فضلا عن تعزيز النجاعة الطاقية .

وأوضحت أنه إضافة إلى هذه الاستراتيجية الواعدة عمل المغرب على الانخراط في الأنظمة الطاقية الإقليمية بإفريقيا والمنطقة الأورومتوسطية مع تفعيل وتطبيق تدابير وإجراءات حماية البيئة والمحافظة على النظم الإيكولوجية في جميع الأنشطة المتعلقة بالطاقة.

وأوضحت أن هذه الاستراتيجية ترتكز كذلك على وضع باقة طاقية منفتحة تدمج كافة الموارد الطاقية كما أن خيار الطاقات المتجددة الذي انخرط فيه المغرب هو " خيار استراتيجي " لتنمية وتطوير الموارد الوطنية الهائلة والمساهمة بالتالي في تحقيق التنمية المستدامة مضيفة أن المغرب يتوفر على إمكانيات ومؤهلات مهمة من أجل تحقيق الانتقال الطاقي خاصة عبر برامج ومشاريع الطاقات الريحية والشمسية التي أطلقها الملك والتي ستصل الطاقة الإنتاجية لكل واحدة منها إلى 2000 ميغاواط في أفق 2020 و حوالي 12 ألف و 845 ميغاواط في أفق 2030.

وأكدت أمينة بنخضرا أن 52 في المائة من إجمالي الطاقة الكهربائية في المغرب سيكون مصدرها عام 2030 من الطاقات المتجددة مشيرة إلى أن إدخال الغاز الطبيعي سيشكل مكونا أساسيا لتحقيق التوازن والاستقرار في هذا المجال . وقالت إن تكثيف عمليات التنقيب عن النفط والغاز يشكل أيضا أحد الركائز التي تعتمد عليها الاستراتيجية الوطنية في الميدان الطاقي خاصة وأن الأحواض الرسوبية بالمملكة كشفت عن إمكانيات واعدة.

كما ذكرت بأن القوانين والتشريعات المغربية في مجال المحروقات تتضمن العديد من الحوافز وتعد من أكثر القوانين جاذبية في العالم مؤكدة أن 21 شركة تعمل حاليا في المملكة التي تسعى إلى استقطاب المزيد من الشركات العاملة في مجال التنقيب .

واستهدف المنتدى الوزاري السادس للغاز تأسيس منصة للحوار بين الوزراء والمسؤولين والخبراء حول السياسات الطاقية الحالية واتجاهات الأسواق وكذا الوسائل التكنولوجية التي تمكن صناعة الغاز من الانخراط في مسار التنمية الشاملة إلى جانب تقاسم الخبرات والتجارب التي تساهم في تحقيق مستقبل طاقة آمن ومستدام.

وقد تمحورت أشغال هذا المنتدى العالمي حول عدة قضايا ومواضيع تهم قطاع الطاقة من بينها " دور التكنولوجيا الحديثة لقطاع الغاز في الأنظمة الطاقية " وتنمية وتطوير الطلب على الغاز " بالإضافة إلى " أمن وسلامة التزود بالغاز ".

المصدر: الدار – وم ع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

13 − ثمانية =

زر الذهاب إلى الأعلى