الإتحاد الأوروبي يطلِّق بريطانيا.. ولكن “أصدقاء إلى الأبد”
الدار/ سعيد المرابط
أغلق الإتحاد الأوروبي وبريطانيا، صفحة تاريخية من زواجها، اليوم الأحد، عبر إبرام إتفاق انفصالها، يفترض أن ينهي علاقات مضطربة استمرت أكثر من أربعين عاما.
وحسب ما أوردته “وكالة فرنسا للأنباء“، فقد أكدت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، اليوم الأحد؛ بعد القمة؛ أن إتفاق خروج المملكة المتحدة من الإتحاد الأوروبي “هو الوحيد الممكن”، في تصريحات تتقاطع مع ما سبق أن أعلنه رئيس المفوضية الأوروبية، جان كلود يونكر.
وقالت “إِلْباييس” الإسبانية، في تقرير تناول موضوع “البريكسيت”، أنه قد وافق الـ27 عضواً في الإتحاد “على وثيقتين مختلفتين، في اتفاقية الخروج”، إحداهما نصٌ قانوني، وهو “حق أساسي للاتحاد الأوروبي”، يتكون من 585 صفحة، و185 مقالة، وثلاثة بروتوكولات (واحد منهم في جبل طارق).
وأضافت الصحيفة الإسبانية، أنه من ناحية أخرى، تم الإعلان السياسي حول العلاقة المستقبلية، وهو وثيقة سياسية، وليست وثيقة قانونية ، تتكون من 36 صفحة، والتي توضح كيف تريد جميع الأطراف أن تكون العلاقة بين الكتلتين من 2021 فصاعداً.
وقال يونكر “إنه يوم حزين، خروج بريطانيا أو أي دولة أخرى من الإتحاد الأوروبي لا يدعو للابتهاج ولا للاحتفال، إنها لحظة حزينة، إنها مأساة”.
ويفترض أن تمر “معاهدة الانسحاب”، غير المسبوقة، والمؤلفة من 585 صفحة، باختبار مصادقة البرلمان الأوروبي وخصوصا البرلمان البريطاني قبل أن تدخل حيز التنفيذ، وهو أمر غير مؤكد من الجانب البريطاني.
وأعلنت الدول الـ27 التي التفت حول كبير مفاوضيها، في ملف بريكست ميشال بارنييه؛ أثناء فترة المفاوضات في وجه البريطانيين الذين كانوا منقسمين حول الأهداف التي يريدون تحقيقها، أن هذا “الإتفاق هو الأفضل الذي كان يمكن أن تحصل عليه المملكة المتحدة”.
وقالت ماي، في تصريح نقلته “إِلْباييس” و“ا ف ب”، أنه “إذا كان الناس يعتقدون أنه يمكن إجراء مزيد من المفاوضات، فالأمر ليس على هذا النحو”، مضيفةً “إنه الإتفاق المطروح، إنه أفضل إتفاق ممكن، إنه الوحيد الممكن”.
وصر ح يونكر أمام الصحافة “أولئك الذين يعتقدون أنه عبر رفضهم لهذا الإتفاق، سيحصلون على أفضل منه، سيخيب أملهم”، مؤكداً أنه “أفضل اتفاق ممكن”، وقال حسب ذات المصادر “أدعو جميع من سيصادقون على هذا الاتفاق في مجلس العموم إلى أخذ هذه الحقيقة بعين الإعتبار”.
وكتب في “الإعلان السياسي”، لخروج بريطانيا، الذي صادق عليه المجلس الأوروبي، وتيريزا ماي؛ والذي سيتم ضمه إلى معاهدة الانفصال، أن الاتحاد الأوروبي سيعمل على إرساء “أقرب علاقة ممكنة”،مع لندن بعد الـ“بريكست”.
وقال رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك، “هناك أمر واحد مؤكد، سنبقى أصدقاء إلى الأبد”.
وقالت “إِلْباييس”، أنه لم يكن من الممكن الذهاب أبعد من ذلك؛ من أجل إغلاق اتفاقية الخروج، فقد اضطر فريق ميشال بارنييه، إلى تجاوز حدود تفويضه، من الناحية النظرية، إذ لم يتفاوض إلا على شروط الانسحاب، ولكن ليس بنية العلاقة المستقبلية، ومع ذلك، من أجل حل الأزمة في ايرلندا الشمالية وتجنب احتمال أن تصبح في المستقبل الحدود صعبة وتشكل خطرا على عملية السلام واتفاق الجمعة العظيمة، وكان عليه الابتكار.
مضيفة (إِلْباييس)، وافقت بروكسل ولندن على دعم، آلية ضمان يمكن تفعيلها إذا فشل المفاوضون في تصميم بديل للسوق الموحدة والاتحاد الجمركي في السنوات القادمة، وهذا يعني تحديد بعض الأشياء في العلاقة المستقبلية، وهناك، من خلال الباب الخلفي، دخل جبل طارق؛ حيث شهدت اسبانيا ضمانات من شركائها منذ أبريل 2017 أن مدريد سيكون لها الكلمة الأخيرة في جبل طارق في أي مفاوضات مع المملكة المتحدة لزعزعة الصخرة. ولكن هذا لا يغطي سوى التفاوض حول الخروج (حتى الآن) وأثناء ما يسمى الفترة الانتقالية، المرحلة التي تفتح من مارس إلى ديسمبر 2020، وخلالها فإن المملكة المتحدة سوف تتوقف عن أن تكون دولة عضو، ولكنها ستكون داخل السوق الموحدة والإتحاد الجمركي وتحت مظلة محكمة العدل التابعة للإتحاد الأوروبي، مع الالتزامات ولكن بدون صوت أو تصويت أو حق النقض.