كيف أصبح المغرب رائدا في مجال الطاقات المتجددة في أفريقيا

الدار/ ترجمة حديفة الحجام

قال مروان الإدريسي، رئيس "الجمعية المغربية لرواد الألفية"، وهي منظمة بهدف غير ربحي منخرطة في النهوض بالتنمية المستدامة وتحسيس الأطراف المهتمة "إن الاهتمام الذي يوليه صاحب الجلالة الملك محمد السادس للطاقات المتجددة يعكس بوضوح الوعي التام بدورها المحوري في أي دينامية التنمية المستدامة التي انطلقت في المغرب".

وصرح المرواني لوكالة المغرب العربي للأنباء، على هامش الدورة الأولى لـ "غلوبال إينرجي سكول" (مدرسة الطاقة العالمية)، "أن جلالة الملك يسهر اليوم على متابعة الأوراش المرتبطة بالطاقات المتجددة، وهو ما يوضح ويؤكد رغبة المغرب، تحت القيادة الرشيدة للعاهل المغربي، في الالتزام أكثر في النهوض بهذا القطاع الحيوي للاقتصاد الوطني".

وبعد أن أشاد بأهمية استراتيجية المزج الطاقي التي أعطت منذ سنة 2009 تصورا لقطاع الطاقة في المغرب، تطرق الإدريسي إلى سلسلة من المشاريع العملاقة التي أنجزتها حاليا المملكة في مجال الطاقات البديلة.

وأضاف أن "كل هذا يؤكد التزام المغرب بالنهوض بالطاقات المتجددة. ويتابع العاهل المغربي عن كثب كل هذه الأوراش ولا يتوقف عن حث الحكومة ومختلف المؤسسات وكذا المواطنين إلى الانخراط في دينامية الطاقات المتجددة هذه، بوصفها دعامة أساسية للتنمية المستدامة".

"وفي مجال هذه الطاقات، أنا أرى أن المغرب راكم كل الخبرة اللازمة لاقتسامها مع الدول الإفريقية الصديقة. وهو ما نقوم به فعلا، وهو ما سيواصل المغرب فعله"، يؤكد الإدريسي الذي أشار أيضا إلى أن المملكة، في إطار استراتيجيتها الطاقية ومن خلال المشروع الكبير لأنبوب الغاز نيجيريا-المغرب، فإنها تحمل الآن رؤية قارية في هذا المجال.

وفي هذا الصدد، أشاد الإدريسي بالعمل البراغماتي للمغرب في تطوير خبرة وطنية وإفريقية في المجال الطاقي. وهذه الرؤية ضرورية لأنها تخدم السيادة والأمن الطاقي للقارة أجمع.

وأكد أن "الدول الإفريقية محظوظة لتوفرها على إمكانيات هائلة في مجال الطاقات المتجددة. فإفريقيا لها كل الوسائل لتصبح بديلا في مجال الطاقة، وبإمكانها أن تستلهم من المقولة التي تتحدث عن أنه في 2050 "+Solar dollars+" (المزيد من الطاقة الشمسية يعني المزيد من المداخيل المالية).

وبخصوص "غلوبال إينرجي سكول" التي انعقدت في الصويرة، أشار الإدريسي إلى أن "الجمعية المغربية لرواد الألفية" تسعى في إطار "غلوبال إينرجي إينيسياتيف" (المبادرة العالمية للطاقة) لتكوين شباب يستطيعون إنشاء مقاولات صغرى أو جمعيات أو تعاونيات قادرة على تأكيد ريادتها في مجال الطاقات المتجددة.

وأضاف الإدريسي أن "غلوبال إينرجي سكول" هي الأولى من نوعها في المغرب والتي بعد ثلاث جولات موزعة على طول السنة في خدمة الشباب من أجل ريادة حقيقية في المجال الطاقي، سيكون بالإمكان الحديث عن مجتمع مدني يحمل مبادرات تهم الطاقات المتجددة.

وتلتزم "الجمعية المغربية لرواد التنمية"، عبر شبكتها، بدعم سياسات التنمية المستدامة والنهوض بها، ووضع برنامج وطني للريادة، وأيضا برنامج إفريقي للتمكن من رفع تحديات الألفية.

ولبلوغ هذه الأهداف، أطلقت 'الجمعية المغربية لرواد التنمية' "غلوبال إينرجي سكول". ويهدف هذا المشروع الذي رأى النور بشراكة مع "مؤسسة كونراد أدينوار المغرب" لوضع ميثاق وطني للطاقة يضم كل الأطراف المعنية (أصحاب القرار والفاعلين الاقتصاديين والجمعيات المهنية والجامعية والعلمية والمنظمات غير الحكومية والمبادرات المواطنة).