الزعيمة البورمية سو تشي تصف مذكرة اتهام سلطات بلادها بإبادة الروهينغا بالمنقوصة والمضللة
اتهمت الزعيمة البورمية أونغ سان سو تشي غامبيا، التي تقدمت بشكوى ضد سلطات بلادها بارتكاب إبادة عرقية ضد أقلية الروهينغا المسلمة في إقليم راخين، بأنها "رسمت لوحة منقوصة ومضلِّلة" للمشهد. ونفت سو تشي الحائزة على نوبل للسلام عام 1991 أن تكون الأحداث التي شهدها الإقليم تمثل إبادة عرقية.
تحدثت الزعيمة البورمية أونغ سان سو تشي التي كانت تعد رمزا للسلام الأربعاء أمام محكمة العدل الدولية مدافعة عن سلطات بلادها، وذلك بعد يوم من توجيه دعوات لحكومتها "لوقف إبادة" أقلية الروهينغا المسلمة.
ونفت سو تشي في افتتاح دفاعها أن يكون ما جرى في إقليم راخين يمثل إبادة. وتطرقت في حديثها إلى أن عدة حالات نزوح في حرب البلقان خلال التسعينيات من القرن العشرين لم تكن ناجمة عن جرائم إبادة.
وقالت أمام القضاة إن "العدالة الدولية قاومت إغواء وضع إدراج (هذه الحالات) ضمن هذا التصنيف القانوني، لأن النية المحددة بتدمير المجموعة المستهدفة كليا أو جزئيا لم تكن موجودة". وأضافت أن الاضطرابات في إقليم راخين، موطن أقلية الروهينغا "تعود لقرون خلت" وأن غامبيا التي تقدمت بالشكوى ضد بورما قد "رسمت صورة منقوصة ومضلِّلة عن الوضع الحقيقي في راخين".
وأقرت الزعيمة البورمية أمام قضاة محكمة العدل بأن الجيش ربما يكون قد لجأ إلى "استخدام غير متناسب للقوة"، لكن ذلك لا يثبت وجود نية بالقضاء على شعب الروهينغا. واعتبرت أنه "بالتأكيد في ظل هذه الظروف، لا يمكن أن تكون النية بالإبادة الفرضية الوحيدة".
وترأس سو تشي الحائزة على جائزة نوبل للسلام عام 1991، الوفد البورمي أمام المحكمة، لتقود بنفسها الدفاع عن بلادها ذات الغالبية البوذية، والمتهمة بارتكاب إبادة بحق أقلية الروهينغا عام 2017.
ومنذ أغسطس/آب 2017، لجأ نحو 740 ألفا من الروهينغا إلى بنغلادش، هربا من انتهاكات الجيش البورمي ومجموعات مسلحة بوذية بحقهم، صنفها محققون في الأمم المتحدة "إبادة".
ورفعت غامبيا بتكليف من الدول الـ57 الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، شكوى أمام محكمة العدل الدولية ضد بورما، تعتبر أنها انتهكت الاتفاقية الدولية حول منع جريمة الإبادة والمعاقبة عليها، المبرمة عام 1948.
اعتُبرت أونغ سان سو تشي، رئيسة الأمر الواقع في بورما، في مرحلة معينة رمزا للسلام مثل المهاتما غاندي ونلسون مانديلا بسبب مقاومتها للحكم الوحشي للمجلس العسكري في بورما.
لكن صورة الزعيمة البالغة من العمر 74 عاما تمزقت منذ دفاعها عن جنرالات الجيش البورمي، غير أنها لا تزال تحظى بدعم كبير في بلادها.
وسو تشي هي إحدى أوائل قادة الدول الذين يخاطبون المحكمة الدولية مباشرة. ونقل خطابها مباشرة على شاشة كبرى في رانغون عاصمة بورما الاقتصادية، حيث احتشد عدد كبير من الأشخاص.
وخلال جلسات الاستماع الأولى الثلاثاء، تجمع عشرات الآلاف من المؤيدين لها في عدة مدن بورمية.
وأعلن وزير العدل الغامبي أبو بكر تامبادو لصحافيين أنه سيكون من "المخيب للآمال كثيرا" أن تنفي سو تشي من جديد ارتكاب أي انتهاكات بحق الروهينغا.
وتطلب غامبيا الثلاثاء من محكمة العدل الدولية اتخاذ إجراءات طارئة من أجل وضع حد "لأفعال الإبادة" الجارية في بورما، بانتظار الحكم النهائي في القضية، الذي يمكن أن يصدر بعد سنوات.
ندد محامو غامبيا الثلاثاء بظهور صور سو تشي مع ثلاثة من قادة الجيش على لوحات دعائية كبيرة في الشوارع. وقال المحامي بول ريتشلر للمحاكمة إنّ حملة الدعاية "قد تكون هدفت فقط لإظهار أنهم جميعا متورطون في الامر وإن بورما ليس لديها أي نية لمحاسبة قيادة جيشها".
وبعد ساعات من جلسة الاستماع أمام محكمة العدل، عززت الولايات المتحدة عقوباتها ضد قائد الجيش البورمي على خلفية عمليات القتل الواسعة النطاق بحق الروهينغا.
وتدخل هذه العقوبات في إطار سلسلة واسعة من اجراءات عقابية أعلنتها واشنطن بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان.
ويخضع قائد الجيش البورمي مينغ أونغ هلاينغ ونائبه شو وين والجنرالان ثان أو وأونغ أونغ أصلا لحظر من الدخول إلى الولايات المتحدة لدورهم في ممارسة "تطهير عرقي" ضد أقلية الروهينغا، والذي تندد به الولايات المتحدة.
المصدر: الدار ـ رويترز