صلاح الكومري
لم ترق الكرة المغربية، في سنة 2019، إلى مستوى تطلعات الجمهور، ولم تعرف نهضة ولا تطورا يسمح باستشراف غد ومستقبل أفضل على صعيد المنتخبات، فقد كان الإخفاق مرادفا للمشاركة المغربية في جميع التظاهرات القارية.
المنتخبات المغربية، عاشت، في 2019، المشاكل والإكراهات والعوائق نفسها التي عاشتها منذ سنوات عديدة، وبدا جليا أن المنظومة الكروية الوطنية، عاقر، لا تنجب المواهب، ولا لاعبين يمكن الرهان عليهم لحمل المشعل، وبالتالي، لم يعد هناك مجالا للشك أن هذه المنظومة، في حاجة إلى سياسة تسييرية حكيمة، ورشيدة، يقودها أهل الاختصاص، بعيدا عن أي تعصب أو انتماء.
ولم يعد هناك مجال للشك، أيضا، أن واقع الممارسة المحلية، مازال في حاجة إلى الكثير من الاهتمام والرعاية، لأن المعاناة التي عاشتها مجموعة من الفرق في الماضي، مازالت تعيشها إلى اليوم، بل إن هناك فرقا من تأزمت أوضاعها أكثر، وأعلنت الحنين إلى الزمن الجميل، مرددة شعار يا ليت الماضي يعودا يوما.
المنتخب الوطني..خُروج مذل من كأس أفريقيا
أكد المنتخب الوطني المغربي الأول، أنه لا شيء تغير به رغم الثناء والمديح وما يلقاه إعلاميا وجماهيريا من بهرجة وتطبيل، فرغم الإمكانيات الهائلة التي ترصد له، ورغم الرعاية الاستثنائية التي يحظى بها، إلا أنه أقصي، مرة أخرى، من الدور الثاني لنهائيات كأس أفريقيا للأمم، أمام منتخب البنين المتواضع.
إقصاء المنتخب الوطني من الدور الثاني لنهائيات كأس أفريقيا، لا يختلف في شيء عن إقصائه من الدور ذاته سنوات 1998، في بوركينافاصو، و2017 في الغابون، هذا دون الحديث عن إقصائه من الدور الأول في دورات 2000، 2002، 2006، 2008، 2012، 2013.
المنتخب الأولمبي..فشل متوالي
بعد أن فشل في التأهل إلى دورة الألعاب الأولمبية لسنة 2016 في البرازيل، فشل المنتخب الوطني الأولمبي، مجددا، في التأهل إلى البطولة الأفريقية المؤهلة إلى أولمبياد 2020، إذ أقصي، في البداية أمام منتخب الكونغو الديمقراطية، في الدور الثاني من التصفيات، لكن الاتحاد الأفريقي “كاف” منح العناصر الوطنية فرصة ثانية، بأن منحهم تأشيرة التأهل للدور الثاني وأقصى الكونغو، بسبب اعتماد الأخير على لاعب يفوق السن القانوني، ورغم ذلك، فشلت العناصر الوطنية، مجددا، في التأهل إلى النهائيات، بحيث أقصيت أمام منتخب مالي.
إقصاء المنتخب الأولمبي من التأهل إلى النهائيات الأفريقية، المؤهلة إلى الأولمبياد، كرّس واقع ضعف الممارسة الكروية على صعيد الفئات الصغرى، إذ أنه رغم مئات الملايين من الدراهم التي قررت جامعة الكرة صرفها على مراكز التكوين المغربية، إلا أنها فضلت الاستعانة بلاعبين يمارسون في أوروبا، تحت قيادة المدرب الهولندي مارت فوت، الذي كلفت إقالته ميزانية الجامعة ما يناهز 200 مليون سنتيم، ثم تحت قيادة المدرب الفرنسي باتريس بوميل، الذي مازال يتقاضى أجره (55 مليون سنتيم شهريا) بدون أي قيامه بأي عمل.
منتخب أقل من 20 سنة يكرس الفشل
جسد المنتخب الوطني للشباب، لأقل من 20 سنة، فشل جامعة الكرة، برئاسة فوزي لقجع، في سياسة تدبيرها لكرة القدم في الفئات الصغرى، بحيث أن العناصر الوطنية، فشلت، فشلا كبيرا تحت قيادة المدرب جمال السلامي، في التألق في دورة الألعاب الأفريقية، التي أقيمت في مدينة الرباط، من 19 إلى 23 غشت الماضي، وأقصيت من الدور الأول بعد احتلالها المركز الثالث في المجموعة الأولى، برصيد 4 نقاط، خلف بوركينافاصو ونيجيريا.
وسبق للمنتخب الوطني لأقل من 20 سنة، أن فشل، السنة الماضية، في التأهل إلى نهائيات كأس أفريقيا، التي أقيمت مطلع هذه السنة في دورة النيجر بعد انهزامه أمام المنتخب الموريتاني.
المنتخب الوطني لأقل من 17 سنة
راهنت الجامعة الملكية المغربية على مشاركة المنتخب الوطني لأقل من 17 سنة، تحت قيادة المدرب جمال السلامي، في نهائيات كأس أفريقيا التي أقيمت شهر أبريل الماضي في تنزانيا، لكن واقع الحال لا يمكن أن تغيره بالأماني والتطلعات المبنية على الفراغ، بحيث أن “أشبال” العناصر الوطنية، أقصوا من الدور الأول لهذه التظاهرة القارية بعد احتلالهم المركز الأخير في المجموعة الثانية برصيد نقطة واحدة، إذ أنهزموا أمام كل من الكاميرون (2-1)، وغينيا (1-0)، واكتفوا بتعادل يتيم أمام السينغال (1-1).
فشلت جامعة الكرة في إنزال مجموعة البرامج على أرض الواقع (الشركات الرياضية، الفار، التكوين)، وفشلت في تدبير حكيم لواقع الممارسة الكروية، رغم الإمكانيات المالية الهائلة المرصودة، وبالتالي، استمر الوضع على ما هو عليه، بدون رؤية وأفاق مستقبلية، خاصة في مجال التكوين، وبالتالي، كان من المنطقي جدا متابعة المنتخبات الوطنية وهي تسقط تباعا.