الصدر يدعو إلى تظاهرة مليونية ضد الوجود الأميركي في العراق
دعا رجل الدين الشيعي العراقي مقتدى الصدر الثلاثاء إلى تظاهرة مليونية، للتنديد بالوجود الأميركي في العراق الذي صوت برلمانه الأسبوع الماضي على إنهاء تواجد القوات الأجنبية في البلاد، بدون تحديد موعد للتجمع.
وقال الصدر في تغريدة عبر حسابه على موقع تويتر إن “سماء العراق وأرضه وسيادته تنتهك من قبل القوات الغازية” في إشارة إلى الولايات المتحدة التي اغتالت بضربة بطائرة مسيّرة مطلع يناير الحالي، الجنرال الإيراني النافذ قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس.
وأضاف الصدر في تغريدته “إلى ثورة عراقية لا شرقية ولا غربية (…) هبّوا يا جند الله وجند الوطن إلى مظاهرة مليونية سلمية موحدة تندد بالوجود الأميركي وبانتهاكاته”، بدون أن يحدد موعدا للتظاهرة.
وتأتي هذه الدعوة فيما تتواصل الاحتجاجات الشعبية غير المسبوقة في العراق، والتي انطلقت في الأول من أكتوبر العام الماضي.
لكن الشارع، الذي أستأنف قبل أيام حراكه، يندد إلى جانب الطبقة السياسية الحاكمة، بالولايات المتحدة وإيران على حد سواء، خصوصاً بعد رد طهران على اغتيال سليماني بصليات من الصواريخ البالستية على قاعدة عين الأسد التي تضم جنوداً أميركيين في غرب العراق.
وفيما تتجه الأنظار اليوم إلى العراق الذي صار أشبه بملعب بين واشنطن وطهران، يرى العراقيون في ذلك فرصة لإيصال صوتهم.
وتعيش البلاد حالة شلل سياسي منذ استقالة حكومة عادل عبد المهدي، ولا تزال الكتل السياسية غير قادرة على التوافق لايجاد شخصية بديلة لرئاسة الوزراء رغم انقضاء المهل الدستورية.
وأعلن المتظاهرون رفضهم للحديث الدائر حالياً عن إمكانية مواصلة عبد المهدي لمهماته كرئيس للحكومة حتى انتهاء ولايته.
وقال الطالب الجامعي المتظاهر في كربلاء جنوب بغداد حسين علي عبد الحسين لوكالة فرانس برس الثلاثاء “فيما يخص إعادة ترشيح عادل عبد المهدي، فهذا الامر مرفوض شعبياً. نحن لا نريد إعادة تدوير النفايات بل نريد رئيس وزراء يرتضيه الشعب”.
وفي الديوانية، جنوباً أيضاً، قطع متظاهرون الطريق السريعة التي تربط المدينة بالعاصمة بغداد والمحافظات الجنوبية، محذرين الحكومة من المماطلة بمطالبهم.
وقال أحد المتظاهرين “نمهل الحكومة سبعة أيام، وإذا لم تستجب لمطالبنا، سيكون هناك تصعيد”.
ويندد العراقيون منذ أكثر من ثلاثة أشهر بالطبقة السياسية الحاكمة التي يتهمونها بالفساد والمحسوبيات.
وأسفرت أعمال العنف التي شهدتها التظاهرات في أنحاء البلاد عن مقتل نحو 460 شخصاً غالبيتهم من المحتجين، وإصابة أكثر من 25 ألفاً بجروح. وتعرض الناشطون أيضا لحملات تخويف وعمليات خطف واغتيال في محافظات عدة.
المصدر: الدار ـ أ ف ب