ثلاثة قتلى في العراق مع إعادة فتح شوارع في بغداد وتخوّف من فض الاحتجاجات
قتل ثلاثة متظاهرين في العراق السبت، مع إعادة السلطات فتح ساحات وشوارع في بغداد ومدن جنوبية، بحسب ما أفاد مراسلو وكالة فرانس برس، وهو ما أكّدته الحكومة وأثار مخاوف المحتجين من اتساع الحملة وفض الاحتجاجات المطلبية المستمرة منذ نحو أربعة أشهر.
وقتل متظاهر في بغداد واثنان آخران في مدينة الناصرية بالرصاص الحي السبت، وفق ما أفادت مصادر طبية، خلال مواجهات مع القوات الأمنية.
وأفادت المصادر نفسها عن إصابة أكثر من 65 متظاهراً بجروح في المحافظتين.
وتأتي إجراءات قوات الأمن غداة تظاهرة كبيرة دعا إليها رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر في بغداد للمطالبة بخروج القوات الأميركية من العراق، وأعلن بعدها توقفه عن دعم التظاهرات المطلبية.
وقال مسعفون إنه بحلول صباح السبت، باشرت قوات الأمن باستخدام قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص الحي، وقامت بإزالة خيم في وسط العاصمة، ما أسفر عن إصابة 19 متظاهراً على الأقل.
وشاهد مراسل من فرانس برس أفراد الأمن يطاردون بالهراوات مجموعة من المتظاهرين الشباب.
وقالت طبيبة متظاهرة لفرانس برس إنها شاهدت شرطة مكافحة الشغب يضرمون النار في خيم كبيرة تستخدم كعيادات ميدانية لعلاج المتظاهرين الجرحى.
وقامت قوات الأمن مساء الجمعة باقتحام ساحة الاحتجاج في مدينة البصرة الجنوبية، وحرقت عددا من الخيم وفرقت المتظاهرين بالقوة، وفقاً لمراسل فرانس برس.
وفي بغداد، أخلت قوات الأمن الاثنين ساحة الطيران وطريق محمد القاسم السريعة وجسر الأحرار في وسط العاصمة من المتظاهرين، بحسب ما أعلن بيان لقيادة عمليات بغداد.
كما أعادت قوات الأمن فتح جسر الأحرار، أحد أهم الجسور التي شهدت خلال الفترة الماضية عمليات كر وفر مع المتظاهرين.
ويربط هذا الجسر جانبي الرصافة والكرخ حيث المنطقة الخضراء شديدة التحصين التي تضم مقار حكومية وسفارات أجنبية.
وفي ساحة التحرير المركزية للاحتجاجات في وسط بغداد، قال متظاهرون لفرانس برس السبت إنهم سمعوا أصوات إطلاق رصاص وقنابل مسيلة للدموع.
وبعد ظهر السبت دارت مواجهات بين متظاهرين وقوات الشغب في وسط بغداد، لكن قوات الأمن لم تدخل بعد مركز الاحتجاجات الرئيسي في ساحة التحرير.
وانتشر شبان حول الساحة يحملون دروعاً سوداء مصنوعة من براميل معدنية، وكتبوا عليها عبارة “فرقة درع التحرير”.
وشاهد مصور من فرانس برس، متظاهرين موالين للصدر يقومون برفع الخيم التي أقاموها قبل أشهر.
ويتحدر الكثير من هؤلاء من مدينة الصدر، معقل مؤيدي رجل الدين الشيعي في شرق بغداد.
واتهم أحد المحتجين الصدر بتمهيد الطريق لحملة أوسع من خلال سحب الغطاء السياسي.
وقال هذا المتظاهر بغضب مخاطبا الصدر “عندما بدأ أنصارك بالمغادرة، جاءت شرطة مكافحة الشغب في الساعة 3:00 صباحاً (00,00 ت غ) واستولت على جسر الأحرار بالكامل. لماذا؟”.
ودعم الصدر الذي يسيطر على تحالف “سائرون”، أكبر كتلة سياسية في البرلمان، الاحتجاجات أول انطلاقها بداية أكتوبر، ودعا الحكومة إلى الاستقالة.
لكنه دعا إلى تظاهرة منفصلة للمطالبة بمغادرة 5200 جندي أميركي من العراق، بعد الضربة الجوية الأميركية بطائرة مسيّرة في بغداد بداية الشهر الحالي التي قتل فيها الجنرال الإيراني قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس.
تدفق الآلاف أمس الجمعة إلى بغداد للمشاركة في التظاهرة، التي لم يحضرها الصدر لكنه أشاد بالإقبال عليها، وقال بعدها بساعات إنه لن يتدخل بالحراك المطلبي “لا بالسلب ولا بالإيجاب”.
وقال متظاهرون تحدثوا من ساحة التحرير، لفرانس برس إنهم سمعوا أصوات إطلاق رصاص حي وقنابل مسيلة للدموع.
وفيما لم تقترب القوات الأمنية من ساحة التحرير لاستعادة السيطرة عليها، أكد مصدر في الشرطة لفرانس برس أن لا نية للقيام بذلك.
ويدعو المتظاهرون إلى إجراء انتخابات مبكرة بموجب قانون انتخابي جديد، ورئيس وزراء مستقل ومساءلة المسؤولين الفاسدين وأولئك الذين أمروا باستخدام العنف ضد المتظاهرين.
وقتل أكثر من 470 شخصاً في أعمال عنف مرتبطة بالاحتجاج منذ انطلاقها بداية الأول، بحسب حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس استناداً لمصادر طبية وأمنية.
وتلقت الحركة الاحتجاجية ضربة قوية في الأسابيع الأخيرة مع تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وايران.
المصدر: الدار ـ أ ف ب