الفلسطينيون والمستوطنون يتجندون ضد خطة ترامب للسلام
نظم الفلسطينيون الثلاثاء احتجاجات ضد خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للسلام في الشرق الأوسط، قبل ساعات من كشف النقاب عنها في واشنطن.
وتظاهر الثلاثاء أكثر من ثلاثة آلاف فلسطيني في غزة ضد الخطة التي قوبلت بالرفض من الجانب الفلسطيني. في يُخطط لمزيد من الاحتجاجات في الأيام المقبلة.
وأفاد مصور فرانس برس أن المتظاهرين جابوا شوارع مدينة غزة وأحرقوا الأعلام الأميركية وصور ترامب على وقع هتافات “لا لا للصفقة” و”الصفقة لن تمر”.
كما انطلقت عدة مسيرات صغيرة شارك فيها المئات في مدن ومخيمات في قطاع غزة وكذلك في مدن في الضفة الغربية المحتلة.
ودعا الفلسطينيون المجتمع الدولي إلى مقاطعة خطة إدارة ترامب التي يعتبرونها منحازة للدولة العبرية ولم تعد تمثل وسيطاً محايداً في النزاع.
من جانبهم رفض المستوطنون الخطة الأميركية التي تثير قلقهم، وعبروا عن تخوفهم من أن تدعم تشكيل دولة فلسطينية.
وفي حدث نادر جداً سيشارك ممثلون عن حركة حماس في اجتماع القيادة الفلسطينية الذي دعا اليه الرئيس محمود عباس لبحث آليات الرد على خطة السلام .
وأكد القيادي في حركة فتح عزام الأحمد لفرانس برس “دعونا حركة حماس لحضور اجتماع القيادة الطارئ وسيحضرون الاجتماع”.
كان من المقرر أن يعلن ترامب عن خطته في البيت الابيض منذ عام 2017 مع حليفه الوطيد بنيامين نتانياهو الذي يواجه تهما بالفساد ينكرها جملة وتفصيلا، ويسعى نتانياهو للبقاء في منصبه بخوضه انتخابات تشريعية في الثاني من مارس القادم .
وأكد رئيس الوزراء محمد اشتيه الاثنين رفض الخطة معتبراً إياها “تصفية للقضية الفلسطينية”.
ويرى اشتية أن خطة السلام الأميركية “تعطي لإسرائيل كل ما تريده على حساب الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني”.
وأعلن ترامب أنه سيعلن خطته ظهر الثلاثاء (17,00 ت غ)، وذلك لدى استقباله رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو.
واعتبر ترامب أن لدى خطته “فرصة” في النجاح مبديا أمله في أن تحظى بـ”تأييد” الفلسطينيين في نهاية المطاف.
وقام الرئيس الأميركي بعدة خطوات تكشف عن مدى دعمه لإسرائيل التي تصفه بأنه “أعظم صديق”، ولطالما تباهى هو نفسه بتأييده لإسرائيل.
ففي 6 ديسمبر 2017 خرج عن عقود من الإجماع الدولي واعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وفي نوفمبر، سددت الإدارة الأميركية ضربة جديدة للتوافق الدولي حول النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين بإعلانها أن واشنطن لم تعد تعتبر المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة غير شرعية.
ودعت القوى الوطنية والإسلامية في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة إلى التظاهر في المدن الفلسطينية يومي الثلاثاء والأربعاء بالتزامن مع إعلان الخطة في واشنطن.
ومن جهته أعلن الجيش الاسرائيلي الثلاثاء تعزيز قواته باضافة قوات من سلاح المشاة في غور الاردن المنطقة الاستراتيجية في الضفة الغربية المحتلة، بينما ذكرت وسائل الإعلام الاسرائيلية أن الخطة الأميركية قد تتضمن ضم هذه المنطقة من قبل اسرائيل.
وقال وزير الدفاع الاسرائيلي نفتالي بينيت بعد اجراء تقييم للوضع مع القادة العسكريين إن “الجيش وقواته في الميدان جاهزون لاي سينياريو”. واضاف “اننا نواجه اياما حاسمة في تحديد الحدود وتطبيق السيادة … التهديدات الفلسطينية لن تردعنا”.
كان مجلس” يشع” وهو مجموعة يمثل مجالس المستوطنات اليهودية المقامة في الضفة الغربية المحتلة متفائلًا في البداية بمقترحات ترامب.
لكن قادة المجلس قالوا بعد ذلك إن المسؤولين الأميركيين أطلعوهم على التفاصيل وهذا “اثار قلقاً شديداً” لديهم.
وقال رئيس مجلس “يشع” ديفيد الحياني “لا يمكننا الموافقة على خطة تتضمن تشكيل دولة فلسطينية تشكل تهديدا لإسرائيل وخطراً كبيراً على المستقبل.”
واكد وزير النقل الإسرائيلي بتسالئيل سموتريتش من اتحاد “يمينا “اليميني المتطرف في مقابلة مع إذاعة الجيش أن حزبه “لن يوافق تحت أي ظرف من الظروف على الاعتراف، سواء أكان صريحا او ضمنيا بدولة فلسطينية”.
ويأتي إعلان الخطة في حين يعقد مجلس الشيوخ الأميركي جلسات استماع حول اتهام ترامب بإساءة استخدام منصبه. ويواجه نتنياهو إجراءات محاكمة وشيكة، بعد إسقاط طلبه للحصول على حصانة برلمانية من تهم الفساد في خطوة مفاجئة الثلاثاء.
المصدر: الدار ـ أ ف ب