الدار/ رضا النهري:
الأخبار القادمة من الصين صارت مخيفة أكثر، حيث سقط قرابة ثلاثمائة شخص في يوم واحد جراء وباء كورونا، وهذا رقم قياسي جديد من الأكيد أنه سيجعل العالم يرتعش مجددا من وباء يعرف الجميع متى ابتدأ، ولا احد يعرف متى سينتهي.
ما يحدث اليوم، أو قد يحدث قريبا، هو أنه إذا استمر الهلع من كورنا في تصاعد فستكون الفتنة على نطاق عالمي، وستوضع البشرية أمام اختبار كبير جدا، ليس فقط على المستوى العلمي والتكنلوجي من اجل القضاء على “كورونا”، بل أيضا على المستوى السلوكي والأخلاقي. فقد رأينا كيف تعارك الصينيون “المهذبون جدا”، في الأسواق ومحلات التغذية على أكياس الرز والدق وغيرها، ولو وصل الوباء إلى بلدان يتعارك أهلها فقط من أجل ركوب حافلة فارغة، فستكون حربا أهلية حقيقية، وقد تحصد المشاجرات من الأرواح ما لن يحصده فيروس “كورونا”.
الآن، هناك ثلاث احتمالات لا رابع لها، وهو أن ترحل هذه الأنفلونزا في صمت كما رحلت من قبلها أنفلونزا الطيور والخنازير وما سواها، من دون أن ندري كيف.
والاحتمال الثاني هو أن يستطيع الطب إيجاد دواء عاجل له، وهذا احتمال يدفع إلى التشاؤم حين نتذكر المرض الخبيث، السرطان، الذي ينهش البشرية منذ عقود، أمام عدو مطلق للعلم.
والاحتمال الثالث، وهو الأسوأ، وهو أن يستفحل الوباء على المستوى العالمي فلا يجد الموتى من يدفنهم، وتعود البشرية إلى تلك الأيام البغيضة أيام كانت جثث ضحايا الطاعون تتكدس في الشوارع مثل براميل قمامة، ولا تجد من يضعها ولو في حفر وإسدال التراب عليها.
عموما، يمر الحل الأساسي عبر الهدوء، أي أن يتذكر الناس أشياء كثيرة جدا تقتل من دون أن ننتبه إليها، ونحن في المغرب يجب أن نتذكر أن السخانات الصينية قتلت ما لم تقتله جميع الأوبئة مجتمعة، وأن نتذكر أننا شعب نموت قبل الموت، والدليل هو أننا نعترف بأننا نسكن قبور الحياة، ويلبس أهل الميت البياض، وكأنهم يسعدون براحته، وفوق ذلك ندعو دائما بان نموت “موتة شهيدة”.. ووباء “كورنا” يحقق هذه الأمنية بالتأكيد.
والله أعلم.