أخبار الدارحوادث

الشرطة الفرنسية تكشف لغز مغربية عثر عليها مقطوعة الرأس

الدار/ خاص

بعد مرور ست سنوات على اكتشاف جثتها في منطقة إيسون، تمكنت السلطات الأمنية الفرنسية في شهر أبريل الماضي من تحديد هوية المغربية سعاد بوبو بفضل عينات من الحمض النووي لاثنين من المقربين منها. ويصرح زوجها الذي تعرض للاعتقال ثم أفرج عنه بعد ذلك بأنه لا علاقة له مع القضية. 

يتقدم الدركيون في طريق متربة، يقتربون من جثة ممتدة على الأرض بالقرب من حاجز واقي. وتمتد خلف الحاجز سكك حديدية مخصصة للقطار الفائق السرعة. وفي الأعلى، هناك خطوط كهربائية للضغط العالي. كانت الساعة تشير إلى الثامنة صباحا، في ذلك اليوم الثامن من أيام دجنبر 2011، في مكان معزول من "فيل سير إيفيت" التابع لإقليم إيسون الذي يبعد 25 كيلومترا عن العاصمة باريس. كان اللهب والدخان ما يزال ينبعث من الجثة، غير أن ما لفت انتباه المحققين ساعتها كان عنقها الذي عُلّقت عليه سلسلة ذهبية ثابتة في مكانها: لقد تعرضت المرأة للذبح، مباشرة فوق ذقنها. أما يديها فتعرضتا للبتر ومن ثم أُضرمت النيران في جسدها.

لم يكن هناك أدنى شك في أن الجاني رغب في مسح أي أثر للجريمة وبالتالي الحيلولة دون تحديد هوية الضحية. والظاهر أنه باستثناء وصف بسيط لجسدها ولباسها، لم يتوفر المحققون على أية عناصر أخرى: لم يتشابه أي إشعار بالاختفاء مع الضحية التي كانت في الأربعين من عمرها بطول يبلغ 1.60 متر وترتدي أحذية مقاس 35…

على امتداد ست سنوات، لم تثمر التحريات في كل منازل منطقة "إيل دون فرانس" ومختلف النداءات لتقديم الشهادة –وُضع خط أخضر خصيصا لذلك– أي نتيجة. ومع عدم التعرف إلى تحديد هويتها، قررت الجماعة دفن الضحية سنة 2013 في المقبرة الموجودة على ترابها وكتب على الشاهد ما يلي: "في روح مجهولة القطار الفائق السرعة. فليكن خلودك أفضل من موتك".
 

سنتان ويظهر حمض نووي مشترك

فجأة تغير كل شيء في بداية أبريل 2013، حيث مكنت خبرتان اثنتان أُطْلقتا بطلب من قاضي التحقيق على عدد من الأشياء المختومة بالشمع من التوصل إلى اسم واحد جمع بصمتين وراثيتين لشخصين مختلفين. صحيح أن الشخصين لم يكونا يعرفان بعضهما البعض، إلا أنه جمعتها نقطة مشتركة: مغربية اسمها سعاد بوبو القاطنة في "فال دو مارن"، كان سنها قيد حياتها 44 سنة. وكان أحدهما زوجها والآخر عشيقها.

جرى الاحتفاظ بالاثنين في إطار الحراسة النظرية. لكن وجهت فيما بعد لمحمد الذي تزوج بها في أبريل 2011 وسبق وقضى عقوبة قصيرة لتعنيفها تهمة القتل. ويتعجب المحققون الذي عثروا على بصمته الوراثية على حقيبة بالقرب من جثتها من عدم تقدمه بأي بلاغ بعد اختفائها. وصرح مي لي تاخدميت، أحد المحامين المنتصبين للدفاع عن محمد الذي ينادي ببراءة موكله "أن الأمر كان أشبه بزواج أبيض… فهما لم يعيشا معا، لقد انفصلا. لم يكن له أي سبب لفعل ذلك".

وينتقد المحامي أيضا بطيء العدالة في استدعاء محمد الذي سبق وسُجّلت بصماته منذ سنة 1999. "لا نستطيع بعد مرور ست سنوات أن نقوم بتحري المكالمات الهاتفية وتأكيد المكان الذي كان فيه!"، يشير المحامي الجنائي وهو يتحدث عن وجود ملف "فارغ". وهناك أيضا أمر آخر: ففي بداية 2012، سبق وتقدم شقيق سعاد ببلاغ حول الاختفاء إلى مخفر الشرطة في "فال دو مارن"، لكن لم يتم إجراء أي مقارنة، لأن جسد المجهولة كان يشبه امرأة أوربية…

وفي النهاية تمكن المحامي تاخدميت وزميله أموري أوزو من إطلاق سراح موكلهما نهاية نونبر الماضي. ويعتزمان الآن المطالبة بإلغاء الاتهام الموجه إليه. "نحن نرغب فعلا في وضع حد لهذه الدوامة القضائية، لقد التزمنا بالتقدم بعدد من الطلبات والترافع في كل مرة للنظر في أصل القضية، يؤكد المحامي أوزو. سيما عندما يكون شخص بريء خلف القضبان…"
 

تفاصيل مثيرة

والسبب في ذلك أن التحقيق كشف عناصر أخرى مثيرة، سيما كون سعاد لم تكن تعيش من دخلها كنادلة فقط، وإنما دخلت في علاقة مع رجل دفع أقساط شقتها الصغيرة مقابل ربط علاقات جنسية. هذا الأخير سارع إلى إخبار مالك العقار أنه مستعد لإفراغه بسبب عدم عودة سعاد… أضف إلى ذلك أن العاشق أكد خلال الحراسة النظرية أنه قطع علاقته معها قبل سنة على موتها، قبل أن يعترف بكذبه: حيث أثبت إصدار شيك وآثار سائل منوي على الضحية العكس. بعد ذلك طرح مسألة وجود "فخ" نُسج للإيقاع به.

وهناك أيضا أحماض نووية أخرى لم تصنف في الوثائق عثر عليها في عين المكان. وفي النهاية، لمن تعود السيارة السوداء التي وثقتها كاميرات المراقبة في المكان الذي اكتشفت فيه الجثة؟ "تبقى هذه القضية لغزا محيرا. يختم المحامي لي تاخدميت. نحن لا نعلم شيئا عن كيفية قتل المرأة ولا عن مكان قتلها ولا حتى السبب في ذلك… الأمر المؤكد لنا هي أن هذه المنهجية لا علاقة لها بجريمة عاطفية وأنه ليس هناك شيء إطلاقا ضد موكلنا".

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

1 + ثمانية =

زر الذهاب إلى الأعلى