دراسة: المغاربة يفضلون تونس ويؤكدون أن الخلافات السياسية تقف عائقا أمام الاندماج
الدار / خاص
أكد 47 في المائة من المستجوبين في اطار دراسة أصدرها المعهد المغربي لتحليل السياسات نهاية الأسبوع الماضي دراسة حول الاندماج في منطقة المغرب العربي، التي تعتبر إحدى المناطق الأقل اندماجا في العالم سياسيا واقتصاديا، أن لهم علاقة قرابة مع مواطنين من المنطقة المغاربية (علاقات الزواج والمصاهرة، والقرابة الدموية ثم أخيرا علاقات الصداقة)، فيما اعتبر 16 في المائة فقط من مجموع المستجوبين أنه سبق لهم السفر إلى إحدى البلدان المغاربية، وتأتي تونس في مقدمة الدول المغاربية التي زارها المغاربة بنسبة 56، في حين تأتي الجزائر في الرتبة الثانية بنسبة 28 في المائة، ثم ليبيا بنسبة 8 في المائة، وموريتانيا بحوالي 7 في المائة.
وصرح 53 في المائة أنهم يفضلون تونس للعيش فيها غير المغرب، لو أتيحت لهم الفرصة، مرجعين هذا الاختيار إلى “التجربة الديمقراطية الوليدة” في هذا البلد. وجاءت الرتبة الثانية على صيغة “لا أحد”، حيث عبر حوالي 29 في المائة من المستجوبين أنهم لا يرغبون في العيش في أي بلد مغاربي، “وهي أيضا نتيجة لافتة، حيث تظهر المنطقة المغاربية غير مغرية لعدد من المواطنين المغاربة”.
وعبرت الأغلبية الساحقة من المستجوبين عن مواقف مؤيدة للاندماج الاقتصادي وفتح الحدود، فقد أبدى 95 في المائة من المشاركين في الاستطلاع موافقتهم على أن التبادل الاقتصادي بين الدول المغاربية سيعزز الاندماج المغاربي، وأكد 83 في المائة منهم أن الصراع بين المغرب والجزائر هو العامل الأساسي الذي يعرقل مشروع الاتحاد المغاربي، وفيما يتعلق بهذا الصراع بين البلديين المغاربيين، فقد أبدى 89 في المائة من المشاركين في الاستطلاع على أن الحدود بين المغرب والجزائر يجب أن يعاد فتحها.
وصرح 48 في المائة من المشاركين في الدراسة أن “الخلافات السياسية بين الدول المغاربية” هي التي تقف وراء فشل الاتحاد المغاربي، فيما قال 23 في المائة إن السبب يعود إلى “رغبة بعض دول المنطقة في الهيمنة”، وهو ما يؤكد أن المشاركين في الاستطلاع يرجعون فشل الاتحاد للعوامل السياسية بالدرجة الأولى. ثم بعد ذلك يأتي في الدرجة الثالثة “الخوف من الانفتاح الاقتصادي” بنسبة 11.5 في المائة و”الصور النمطية حول شعوب المنطقة المغاربية” بنسبة 6 في المائة و”إقصاء الثقافة الأمازيغية في البلدان المغاربية” بنسبة 5 في المائة.
من جهة أخرى أبدى 58 في المائة من المستجوبين تفاؤلهم بمستقبل الاتحاد المغاربي، فيما قال 42 في المائة أنهم غير متفائلين.
وتشير الدراسة الى أن التبادلات التجارية في المنطقة المغاربية تسجل نسبة أقل من 5 في المائة من إجمالي التجارة الخارجية للبلدان المغاربية.
واهتمت الدراسة المعنونة بـ “الشركات الاقتصادية بديلا عن الجمود السياسي” بالعلاقات الاجتماعية وتصورات المواطنين المغاربة لقضية الاندماج المغاربي، واعتمدت على تقنية البحث الكمي من خلال استعمال تقنية الاستمارة المملوءة بشكل ذاتي عبر الإنترنيت.
وشملت الدراسة عينة من 1200 شخص يمثلون السكان المغاربة الذين تبلغ أعمارهم 18 عامًا أو أكثر، وأكد 47 في المائة من المستجوبين أن لهم علاقة قرابة مع مواطنين من المنطقة المغاربية (علاقات الزواج والمصاهرة، والقرابة الدموية ثم أخيرا علاقات الصداقة).