“كورونا” يفقد مزارع اسبانيا عاملات موسميات مغربيات
الدار/ تقارير
بعد أن أكدت دراسة حديثة أجراها مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد بعنوان “دوامة فيروس كورونا: تأثير كبير على المغاربة المقيمين بإسبانيا”، على أن إغلاق الحدود أدى إلى إلغاء الرحلات التي كانت مبرمجة لما بين 6000 و9000 امرأة مغربية، بمن فيهن 6500 كان قد تم تشغيلهن لأول مرة في دجنبر 2019 للعمل خلال فترة تتراوح من 3 إلى 6 أشهر، كشف موقع ” lavanguardia” أن قرار إغلاق الحدود سواء البرية أو البحرية مع مختلف الدول وأيضا تقييد الحركة، لتجنب انتشار كوفيد 19، أدى إلى تراجع عدد العمال الموسميين، الذين كان من المفترض أن يباشروا عملية الجني خلال شهر أبريل الجاري.
وأشار ذات الموقع الى أن اسبانيا في أمس الحاجة إلى “100 ألف إلى 150 ألف شخص في مورسيا، ومنطقة كاتالونيا وأراغون، أكثر المناطق تضرراً من نقص اليد العاملة في المجال الزراعي” من أجل عملية جني الفواكه.
وأبرز ذات المصدر أن الحكومات المحلية بإسبانيا والمنظمات الزراعية، تحاول إيجاد حلول لهذه الأزمة، وذلك من خلال توظيف العاطلين عن العمل، أو بعض الأشخاص الذين كانوا يشتغلون في قطاع السياحة والفنادق التي تضررت من الوضع الحالي بسبب انتشار الوباء، كما أن بعض التنسيقيات والمنظمات التي تعنى بشؤون الفلاحة في إسبانيا، اقترحت على الحكومة توظيف بعض المهاجرين الذين يتواجدون بإسبانيا في وضعية غير قانونية، وأيضا تسوية وضعيتهم، من أجل تلبية الخصاص الحالي في اليد العاملة في الحقول الاسبانية.
وفي هذا الصدد، قال إدواردو لوبيز، رئيس قطاع الشغل بتنسيقية منظمات المزارعين ومربي الماشية بإسبانيا، في تصريح للموقع نفسه، إن “حملة جني الفاكهة، ستبدأ في غضون أسبوعين، ونتوقع موسم حصاد جيد، لكن من الممكن أن يفسد الامر، نظرا لنقص اليد العاملة، خاصة بعدما شهدنا ارتفاع في نسبة استهلاك الفاكهة”، مشيرا إلى أنه منذ الأسبوع الأول بعد إعلان حالة الطوارئ الصحية، زاد استهلاك الفاكهة الطازجة بنسبة 23 في المائة مقارنة بنفس الأسبوع من العام السابق وفيما زاد استهلاك الفواكه المصنعة بنسبة 27 في المائة، وفقًا لأحدث البيانات الصادرة عن وزارة الزراعة الاسبانية.
وذكر ذات الموقع أنه تم إطلاق حملة من أجل تشغيل العمال في المزارع بالمناطق المعروفة بجني الفاكهة. وقال ميغيل بادييا، أحد المنتجين الفلاحيين ببلدية لورقة الواقعة بمورسيا وهو عضو أيضا بتنسيقية منظمات المزارعين ومربي الماشية “يبقى السؤال ما إذا كان هؤلاء الموسميون سيغطون الطلب بالكامل” .
وأضاف المصدر ذاته أن “السكان المحليين الذين شاركوا في جني الفاكهة في السنوات الماضية، يفضلون البقاء في بيوتهم خوفا من انتقال عدوى الفيروس. وأكثر من ذلك، يجب على أحد الوالدين على الأقل أن يعتني بالأطفال في المنازل، مما يستوجب على النساء اللواتي اشتغلن في الحقول سابقا، المكوث في بيوتهن لرعاية أطفالهم بدلا من الاشتغال في الحقول”.
يشار الى أن اسبانيا دأبت في كل سنة على جلب أجانب من مجموعة من الدول من بينها المغرب، إذ شهدت سنة 2019 تشغيل 285000 عامل موسمي، 40 في المائة منهم من خارج إسبانيا. وسبق للسلطات الإسبانية أن كشفت في يناير الماضي عن فتح أبوابها لتشغيل حوالي 20 ألف عاملة موسمية مغربية، في حقول الفراولة بمنطقة هويلفا، خمسة آلاف منهن سبق لهن أن اشتغلن في ذات الحقول في السنوات الماضية، و11.500 سيعدن إلى مزارع الفراولة مرة أخرى، و7500 منهن قمن بالتسجيل للمرة الأولى.
إلا أن العاملات اللواتي تم اختيارهن من أجل الالتحاق بالمزارع الاسبانية خلال شهر أبريل وماي ويونيو، لن يتمكن من ذلك، بعد تعليق جميع الرحلات الجوية والبحرية، وأيضا إغلاق المغرب لحدوده تجنبا لانتشار فيروس كورونا المستجد كوفيد 19، وفق ما أورده موقع “cadenaser “.r