الدار/ رضا النهري:
عندما توقفت مباريات الكرة في العالم، فإن الكثير من لاعبي الكرة اعتقدوا انها فترة قصيرة للغاية، وأنهم بالكاد سينشغلون ببعض الامور الخاصة في المنزل، ثم سرعان ماىسيعودون الى الملاعب لاستكمال الدوريات.
كان هذا خطأ كبيرا اقترفه لا لاعبو كرة القدم، لأنهم يمضون اليوم شهرهم الثاني حبيسي منازلهم، ولا أحد يمكنه أن يتكهن بنهاية “الحصار الكروي”، رغم الحديث الذي يدور، بين الفينة والأخرى، عن إمكانية استئناف المباريات في ملاعب من دون جمهور، لكن كل ذلك يبقى مجرد تكهنات بعيدة جداً عن الواقع.
الأرقام تشير الى ان لاعبي الكرة يمرون بفترات نفسية صعبة للغاية، وفي إنجلترا وحدها اتصل أزيد من 300 لاعب بهئآت اجتماعية ورياضية مرتبطة بالاتحاد الانجليزي لكرة القدم، يطلبون الحصول على استشارات نفسية بسبب معاناتهم من ضغط نفسي كبير، وبعضهم وصلوا الى مرحلة الاكتئاب.
ما حدث في إنجلترا وقع في بلدان أخرى كثيرة، حيث يعاني اللاعبون من تراكم المشاكل النفسية والحزن، وأيضاً الشك في قدراتهم ومهاراتهم الكروية، رغم انهم استمروا في تمارينهم اليومية، والتي لا تعادل باي حال من الأحوال، التداريب الجماعية التي كانوا يمارسونها في الملاعب قبل استفحال الوباء.
ويقول خوسي ماريا بوسيتا، مدير خلية العناية النفسية بفريق ريال مدريد الإسباني، إن اللاعبين اعتقدوا ان فترة الحجر الصحي ستكون قصيرة، وهذا أكبر خطأ وقعوا فيه وأثر على نفسيتهم،، وأنه ينبغي على هؤلاء إقناع أنفسهم بان هذه المرحلة ستدوم لوقت أطول وأنه من الافضل لهم الاستمرار في تداريبهم المنزلية بشكل أكبر، وتنظيم وقتهم بشكل جيد يسمح لهم بعدم السقوط في متاهة المشاكل النفسية.
وتطرح باترسييا راميريز، الخبيرة النفسية الاسبانية، موضوع معاناة اللاعبين عبر معضلة اخرى متمثلة في الهواجس التي ستنتاب هؤلاء عند عودتهم الى الملاعب، سواء كان ذلك على المدى المتوسط او البعيد، حيث تساورهم شكوك كبيرة حول إمكانية إصابتهم بالفيروس، حتى لو كان الوباء منتهيا.
وتضيف راميريز ان اغلب اللاعبين يطرحون على انفسهم أسئلة عميقة حول مستوياتهم التقنية حول العودة ومدى ارتباط ذلك بمضمون عقودهم ورواتبهم ونظرة الناس اليهم، وهي أسئلة، تقول راميريز، إنها طبيعية لأن هؤلاء اللاعبين هم بشر مثل الجميع ويقلقهم ما يقلق باقي الناس خلال هذه الفترة الصعبة والاستثنائية.