يمارس الكشافة، باختلاف مجموعاتهم وتنوع ألوان مناديلهم، أنشطة متنوعة في الفضاءات المغلقة أو في الهواء الطلق من قبيل، الرحلات، وزراعة النباتات، واللعب، والغناء، ومزاولة الرياضة، والأعمال اليدوية، مما ينشئهم على قيم الاتحاد، واحترام الآخر، والتسامح، والاستقلالية.
ونقرأ على موقع المنظمة العالمية للحركة الكشفية أن الحركة الكشفية تأسست سنة 1907 بجزيرة “براونسي” الواقعة بمنطقة “دورست” البريطانية، عندما نظم الجندي البريطاني، اللورد روبرت بيدن باول، مخيما دام سبعة أيام مع حوالي عشرين طفلا من مختلف الطبقات الاجتماعية.
وأضاف الموقع أن الحركة انتشرت بعد ذلك في دول شتى، لتصبح حركة عالمية تضم 54 مليونا من الكشافة حول العالم، ينتمون لمختلف المنظمات الكشفية الوطنية، المعترف بها من لدن المنظمة العالمية للحركة الكشفية.
واشار الى انه بالإضافة إلى ال171 منظمة عضوا في جميع أنحاء العالم، تزاول أنشطة الاستكشاف المحلية في ما لا يقل عن 52 دولة ومنطقة أخرى حول العالم.
وفي المغرب، تنضوي الحركة، التي يحتفى بها في 26 ماي من كل سنة، تحت لواء الجامعة الوطنية للكشفية المغربية، التي تم إنشاؤها سنة 1958، وأصبحت تحت الرئاسة الفعلية لصاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد منذ سنة 1997.
وتشتمل هذه المؤسسة على ثلاث منظمات، تتمثل في منظمة الكشاف المغربي، والكشفية الحسنية المغربية، والمنظمة المغربية للكشافة والمرشدات.
وقد حظيت الجامعة بالعضوية في المنظمة الكشفية العربية منذ منذ سنة 1960، ثم اعترفت بها المنظمة الكشفية العالمية سنة 1961.
وتهدف الكشفية إلى تعزيز النمو الجسدي والعاطفي والفكري والروحي لدى الشباب، كما تروم إرشادهم للمساهمة على نحو إيجابي في مجتمعاتهم.
وسجل التقرير السنوي للمنظمة الكشفية العالمية برسم موسم 2018-2019 أن استطلاع الكشفية لسنة 2018، الذي أجري في صفوف شباب تتراوح أعمارهم ما بين 13 و17 سنة، أبرز أن الكشافة أكثر استعدادا لتحمل المخاطر والانخراط في أنشطة صعبة من غيرهم بنحو 16 بالمائة.
وأضاف التقرير أن الكشافة يتمتعون بروح القيادة أكثر من غيرهم بنسبة 12.7 بالمائة، كما يتحلون بالمسؤولية تجاه الآخرين في مجتمعاتهم المحلية بنسبة 10 بالمائة أكثر ممن لم ينخرطوا في هذا النشاط.
ومن هذا المنطلق، وبالنظر إلى الوضع الحالي الذي يتسم بانتشار فيروس “كورونا” المستجد، يشارك المرشدون والكشافة الرواد المنتمون إلى فرع الكشفية الحسنية المغربية بمدينة أكادير، لا سيما مجموعات “فونتي”، و”أكادير أوفلا”، و “الشهيد الفاضل” في مبادرة “الأثر الإيجابي” التي أطلقتها منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) بالمغرب.
ويتقاسمون مبادراتهم وإجراءاتهم اليومية لمحاربة (كوفيد-19) داخل الحجر الصحي، من خلال مقطع فيديو منشور على صفحة الجمعية على موقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك”، وذلك حسب فئات عدة مثل “أعتني بصحتي النفسية”، “أواصل دراستي بالمنزل “، ” أحرص على مصلحة أحبائي”،” أتواصل مع الآخرين دون أن أتصل بهم جسديا”.
وظهر الكشاف عبد الله، عضو مجموعة “فونتي” ، في إحدى المقاطع وهو يمارس الرياضة في المنزل. أما بالنسبة للرائدة وسام ، عضوة مجموعة “أكادير أوفلا”، فتقاسمت لحظات تواصلها مع أصدقائها الكشافة، واستثمارها للوقت من أجل تعلم لغة جديدة تسمح لهم بالتواصل مع الكشافة من دول أخرى.
أما الرائدة ياسمين، من مجموعة “فونتي”، فقد اختارت عرض تجربتها في التأمل التي تدوم 30 دقيقة كل يوم، وقالت في مقطع مصور “تساعدني جلسة التأمل هاته على التخلص من الطاقة السلبية والاسترخاء والحفاظ على طاقتي طوال اليوم”.
وكان اللورد روبرت بيدن باول يطمح إلى لأن يطبق الكشافة قيم ومبادئ الكشافة المكتسبة في أنشطتهم، ويعملوا على تنمية ذواتهم. وهكذا تستمر أنشطة الكشفية “كل يوم، وعلى الدوام” حتى في ظل تدابير الحجر الصحي.