جون أفريك: رحل اليوسفي آخر حكماء المغرب الذي غادر الوزارة الأولى دون ضجيج
جون أفريك/ الدار: ترجمات
قالت الأسبوعية الفرنسية “جون أفريك”، اليوم الجمعة، ان المغرب فقد برحيل الأستاذ والوزير الأول الأسبق، عبد الرحمان اليوسفي، آخر الحكماء في المملكة، مشيرة الى أن وفاة اليوسفي، كشخصية رئيسية في تاريخ المملكة المعاصر، جاء بعد أن ألهم أجيالاً من السياسيين والنشطاء”.
وأشارت “جون أفريك” في مادة أفردتها لوفاة الوزير الأول الأسبق، وقائدة تجربة التناوب التوافقي في المغرب، الى أن الفقد عايش التاريخ السياسي لمغرب ما بعد الاستقلال بل شكله، اذ كان فاعلاً مؤثراً في جميع الأحداث السياسية الرئيسية التي ميزت المملكة على مدى الستين سنة الماضية: الانقسام داخل حزب الاستقلال وإنشاء UNFP (سلف الحزب الاشتراكي)، وفاة السلطان محمد الخامس، كما عايش وضع أول دستور وأول انتخابات للمملكة، حالة الاستثناء، وصولا الى حتى تشكيل حكومة التناوب السياسي التي قادها عام 1998 بعد سنوات من المفاوضات العسيرة مع الملك الراحل الحسن الثاني.
وأضافت الأسبوعية الفرنسية أن عبد الرحمان اليوسفي عايش أيضا السنوات الأولى من حكم الملك محمد السادس قبل أن يستقيل من السياسة نهائيا في أعقاب الانتخابات التشريعية لسنة 2002دون إحداث موجات رغم أن حزبه الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية تصدر تلك الانتخابات الأولى في عهد الملك محمد السادس.
ونقلت “جون أفريك” عن حميد برادة قوله : “اليوسفي ساعد إدريس جطو على تشكيل حكومته وأقنع حزبه بالمشاركة فيها، رغم أنه أعلن في جلسة خاصة كما في العلن أن تعيين جطو لا يتوافق مع المنهجية الديمقراطية”.
وأضافت الأسبوعية الفرنسية أن الفقيد عبد الرحمان اليوسفي ظل صامتا “صمتا أسطوريا” منذ مغادرته لكرسي الوزارة الأولى سنة2002 الى غاية سنة 2018، حيث كلف رفيقه مبارك بودريقة، أحد مهندسي تجربة الانصاف والمصالحة، بأن يكتب مذكراته تحت عنوان “أحاديث في ما جرى”، والتي تسلط الضوء على مرحلة دقيقة من تاريخ المملكة.