في المغرب.. “حمى” الكلاسيكو أكثر انتشارا
الدار/ صلاح الكومري
في المغرب سجلت بعض حالات "إنفلونزا" الخنازير، ودعت وزارة الصحة المواطنين إلى اتخاذ الاحتياطات اللازمة لتفادي الحمى، في المقابل، يعيش أنصار الريال وبرشلونة حمى رياضية، لا تنفع معها التحذيرات ولا الاحتياطات، ولا حتى تقارير أكبر منظمات الصحة الدولية، بل إنها تكاد تصير "إنفلوانزا" كلما اقترب موعد مباراة فريقين تجمعنا بهما قرابة الدم الأندلسي.
أرباب بعض المقاهي أشد إصابة بـ"إنفلونزا" الكلاسيكو، يستغلون الحدث المعلوم، ويحددون تسعيرة "استثنائية" لمن يريد متابعة الجارين الإسبانيين.. هذه المباراة بالنسبة لهم "همزة" وصل مع من يدفع أكثر، وبسخاء ومن يريد العيش على أعصابه مصاحبا "نص نص"، المحتضن الرسمي لجماهير الكرة.
أرباب مقاهي آخرين، نخرت عظامهم "إنفلونزا" الكلاسيكو، وصل بهم عشق هذا الفريق أو ذاك، وانتمائهم العصبي له إلى منع المنتمين للغريم من متابعة المباراة في مقاهيهم.. حتى وإن دفعوا ثمن "نص نص"، أضعافا مضاعفة، وقبل الموعد المعلوم، بأسبوع، يرفعون يافطة على مدخل الباب، يكتبون عليها بقلم حبر غير جاف "ممنوع على البرشلونيين"، أو "ممنوع على الرياليين".
في سنة 2010، أقسم أحد أرباب المقاهي "الرياليين" أن "الملكي" سيفوز، وبالضربة القاضية، علق يافطة على باب المقهى كتب فيها "ممنوع على أصحاب القلوب الضعيفة"، ووضع إلى جانبها إشارة ساخرة موجهة "للبرشلونيين"، ومع نهاية المباراة بفوز "البارصا" بخمسة أهداف لصفر، ثارت ثائرته، وسب ولعن وكسر، فأدرك رفاقه أنه كان يعني نفسه بالعبارة إياها، وأن قلبه الصغير لا يتحمل.
يقال والعهدة على الراوي، أن بعض رواد المقاهي الدائمين، تضرروا من الارتفاع الصاروخي للمشاريب أثناء الكلاسيكو، فرفعوا شكوى إلى اتحاد جمعيات أرباب المقاهي، بل إنهم هددوا برفع شكوى "الاستغلال" إلى الحكومة، فرد عليهم أحد العارفين بالأمور بأن الأخيرة "لا محل لها من الإعراب"، بل إن رئيسها سعد الدين، يجهل مضمون "h1.n1"، فكيف به أن يكون عليما بحال المصابين بعدوى "الكلاسيكو".
في مدن طنجة وتطوان وما جاورهما، لا حديث صباحا ومساء إلا عن الكلاسيكو، بعض المتعصبين على دراية بدبة النملة في هذا الفريق أو ذاك، بل إنهم أكثر دراية بأحوال البارصا والريال أكثر من الصحافة الإسبانية نفسها.
المقامرون بفوز هذا الفريق أو ذاك، أشد إصابة بعدوى الكلاسيكو، منهم من يغامر في اللعب "هجوما"، دون احتياطات دفاعية، ويراهن بآلاف الدراهم على أحدهما، فيعيش أطوار المباراة على أعصابه وشرايينه، ويسب ويلعن هذا اللاعب وذاك، والحكم، والجمهور، وكل شيء، حتى يخال لمن يراه أنه فقد صوابه وجن جنونه.
حبذا لو أن الحكومة وفرت بعض الاحتياطات "الأمنية" و"الصحية" للمصابين بـ"إنفلوانزا" الكلاسيكو، وتفاعلت مع المباراة، وجهزت ظروف متابعتها للمصابين بالعدوى، كان ذلك سيجب قليلا فشلها في التعامل مع عدوى الخنازير.