ترشح المغرب لاحتضان المؤتمر الدولي للمنتزهات الجيولوجية
بتقديم المنتزه الجيولوجي “جيوبارك مكون” ترشيحه لاحتضان المغرب سنة 2022 للدورة العاشرة من المؤتمر الدولي للمنتزهات الجيولوجية العالمية لليونسكو، تكون جهة بني ملال-خنيفرة، في قلب اهتمام دولي في حالة الظفر بهذا الاستحقاق، مما سيساهم في تعزيز الجهود الوطنية والجهوية لتثمين هذا الإرث الطبيعي الزاخر، ودوره التنموي.
إن تقديم هذا الترشيح لاحتضان حدث عالمي يعقد كل سنتين ويجمع العديد من المهتمين عبر العالم ، سيشكل فرصة لإبراز مقومات ومؤهلات هذه الجهة التي تحتضن “جيوبارك مكون” الأول افريقيا والوحيد عربيا، وإشعاع هذا المنتزه وجعله رافعة للتنمية السياحية بالمنطقة، وتثمين الثروات الطبيعية والثقافية بالمجال الشاسع الذي يشغله والمصنف من قبل اليونيسكو تراثا عالميا وواجهة للتنوع التراثي والبيئي.
كما يعكس طلب استضافة هذا المؤتمر الدولي إرادة وطنية للوقوف على مشاريع تثمين الثروات البيئية والطبيعية والثقافية، ودور المنتزهات الجيولوجية ومن ضمنها “منتزه مكون” ، باعتبارها حاضنة لمنظومة مترابطة من القيم الإيكولوجية والأثرية والتاريخية والثقافية، في حماية هذا الغنى المتنوع، وتعزيز دوره في تنمية الإنسان وتجويد الحياة، وتطوير الاستراتيجيات الوطنية والجهوية لحماية التنوع البيئي والغنى الإيكولوحي والاستغلال الأمثل للطاقات البديلة والخضراء. ويمتد منتزه “جيوبارك مكون” على مساحة 5700 كلم مربع، على طول الأطلس الكبير الأوسط، الذي يعتبر أعلى وأكبر سلسلة جبلية في المغرب.
ويزخر بمؤهلات طبيعية، وجيولوجية، وثقافية وبشرية، كما يشمل أزيد من 60 موقع جيولوجي وسياحي متميز عالميا من قبيل (قنطرة إيمينيفري- موقع إيواريضن- صخرة ماستفران- شلالات أوزود- بحيرة بين الويدان…).
ويضم المنتزه مواقع أركيولوجية وثقافية (تيزينتيرغيست- حوض آيت بوكماز-زاوية أحنصال-آيت بوولي…)، وتراثا طبيعيا غنيا ومتنوعا (مواقع ذات أهمية بيولوجية وإيكولوجية-غابات- موارد مائية سطحية وجوفية مهمة).
ويعد من الإنجازات المهمة والواعدة التي تتميز بها الجهة، كما يشكل قاعدة عملية ملائمة للبحث العلمي والبيئي، وفضاء يتيح للزوار والساكنة المحلية لحظات ترفيه واستجمام بامتياز.
لذلك فإن فوز المغرب بشرف تنظيم هذا الاجتماع الأكثر أهمية بالنسبة لمسيري المنتزهات الجيولوجية العالمية التابعة لليونسكو وأعضاء الشبكة العالمية للمنتزهات الجيولوجية الذين يجتمعون من أجل تبادل المعارف والتجارب حول كيفية تأسيس وتسيير الجيوبارك، سيكون فرصة سانحة أمام جهة بني ملال، لتطوير مكاسبها في هذا المجال، وتقاسم التجارب بخصوص عدد من القضايا المتعلقة بالبحث الجيولوجي والسياحة المستدامة، والتعليم والتدبير التشاركي للتنمية المستدامة…
ويتعلق الأمر هنا بجعل التراث الجيولوجي بالمنطقة في خدمة التنمية المستدامة، من خلال ربطه بشكل وثيق بالمكونات الطبيعية أو الثقافية أو المادية أو اللامادية الأخرى التي تؤسس هوية هذا المجال الطبيعي، وتقاسم الدراسات والبحوث الكفيلة بفهم توازن نظامنا الإيكولوجي الحالي بشكل أفضل.
كما أنه فرصة لتعزيز الموروث الجيولوجي من خلال تطوير إجراءات وتدابير عقلانية لحمايته وإدراجه في نسق تنموي متكامل وشامل.. وتتمثل هذه التدابير في الحفاظ على المواقع الجغرافية التي هي، في جوهرها، هشة مثل الكائنات الحية، و الرفع من منسوب الوعي لدى عامة الناس بهذا الموروث الزاخر ، ووضع استراتيجية للتنمية الاقتصادية والسياحية المستدامة، وإشراك الساكنة في هذا النهج كشركاء وفاعلين ووكلاء ضروريين لدينامية الجهة المعنية، وتطوير مقاربة عالمية يتم من خلالها تسليط الضوء على جميع مكونات الموروث الطبيعي والجيولوجي المحلي والجهوي.
فمن خلال هذه الإجراءات المختلفة فإن المنتزهات الجيولوجية العالمية التابعة لليونسكو هي بالتالي عامل تنمية لمجال ترابي معين، ولكنها أيضا عامل تنمية بشكل كامل وشامل لباقي المجالات المختلفة، حيث بالإضافة إلى ذلك ، وبفضل اسمها ومشاركتها في شبكة اليونسكو العالمية ، تجلب إشعاعا دوليا قويا لهذه المنطقة..
كما أن قبول استضافة المغرب لهذا المؤتمر العالمي العام سيمثل الحدث الأول من نوعه على مستوى المنطقة العربية وعلى الأراضي الافريقية، وهو ما سيشكل حافزا قويا للعديد من هذه البلدان للانفتاح على تجربة المغرب والحذو حذوه وتشجيع ودعم المناطق التي لديها القليل من الحدائق الجيولوجية ، وتجاوز بالتالي الاختلال الجغرافي الكبير، فيما يتعلق بتعيين الحدائق الجيولوجية العالمية لليونسكو، حيث تضم افريقيا منتزهين فقط في تنزانيا والمغرب والمنطقة العربية لا تضم أي منتزه باستثناء الموجود في المغرب.
يذكر أن مدينة أزيلال تعرف حاليا اللمسات الأخيرة على بناء وتهيئة متحف “الجيوبارك” باعتباره أول متحف على الصعيد الوطني خاص بالمنتزهات الجيولوجية يضم عددا من الحفريات والتحف الأثرية ذات العلاقة بالتاريخ الطبيعي للمنطقة.
وبفضل سينوغرافيته ومكوناته يمثل هذا المتحف فضاء عصريا بمواصفات تقنية عالية لإبراز تراث المنطقة الأركيولوجي المصنف من طرف اليونيسكو منذ العام 2014 إرثا عالميا.
وقد تم اختيار أزيلال موطنا لاحتضان هذا المتحف، الذي تبلغ كلفته الإجمالية 8 ملايين و63 ألف درهم، لكونها توجد في قلب هذا المنتزه الجيولوجي الضخم الذي تتوفر فيه حفريات دينصورات فريدة من نوعها.
المصدر: الدار– وم ع