صحة

ثورة طبية: علاج سرطان الثدي بالتبريد.. وداعا للاستئصال

عندما شُخصت إصابة نيليدا إيفالدي بورم في الثدي، انتابها الذعر مما هو قادم، وخيمت على خيالها سحابات التوقعات بعلاج طويل ومؤلم، ولكن بعد خضوعها للعلاج بالتبريد لتجميد الورم، فوجئت بسرعة الشفاء بلا ألم.

وتقول المرأة البالغة من العمر 79 عاما: "شيء مدهش، يعجز لساني عن التعبير عن مدى شعوري بالارتياح، لأنهم لم يضطروا إلى إجراء عملية استئصال، كان أسوأ كابوس بالنسبة لي هو اضطرارهم للاستئصال في أي مكان، خصوصا ثديي".

وأضافت وهي تتحدث مع الدكتور أندرو كينلير، الذي عالجها في عيادته بمدينة ترمبل في كونيتيكت: "لم يؤلمني، لم يسبب لي أدنى قدر من الإزعاج". 

وشاركت إيفالدي، وهي مدرسة متقاعدة، في تجارب سريرية على علاجات جديدة تسمح باستئصال بعض أورام الثدي خلال جلسة تستغرق ما بين 20 و30 دقيقة في إجراء بسيط يتضمن الحد الأدنى من التدخل. 

ويتم خلال هذا الإجراء إدخال جزء معدني يمكن تشبيهه بالمنظار في الثدي، ليقوم بتجميد الأنسجة المستهدفة فقط، دون المساس بالأنسجة السليمة، ولا يترك هذا الإجراء سوى ندبة صغيرة تشفى وتلتئم في غضون أيام. 

ولا يحتاج الإجراء سوى جهاز موجات فوق صوتية، وجهاز آيس كيور وتخدير موضعي، لذلك يمكن القيام به في أي غرفة نظيفة، ويصبح بإمكان المريضة العودة إلى حياتها الطبيعية بمجرد انتهاء الإجراء العلاجي. 

وتقول إليزابيث سادكا، نائبة رئيس قسم ضمان الجودة في شركة آيس كيور: "هذه ثورة طبية مكتملة"، وأضافت في معرض شرحها لهذه التكنولوجيا بأنها حل أفضل للأورام لولاها سيكون العلاج بعملية جراحية مكلفة تترك المرضى يعانون من الألم والندوب وآثار الجراحة التي تبقى مدى الحياة. 

وأوضحت سادكا أن المعايير الخاصة بالعلاج بـ"آيس كيور" تتعلق بالمرحلة التي وصل إليها الورم وحجمه وشكله، وفي حالة سرطان الثدي يجب أن يكون في المرحلة الأولى أو الثانية، وأن يكون ورما صلبا لا يزيد حجمه عن 1.5 سنتيمتر. 

وفي أكتوبر 2018، حدثت الجمعية الأمريكية لجراحي الثدي إرشاداتها للتوصية بأن يشارك الجراحون في التجارب السريرية لعلاج أورام الثدي الخبيثة. 

وجاء ذلك في أعقاب نشر نتائج "آيس كيور" حول أحدث التجارب السريرية على 146 مريضة في 18 مستشفى وعيادة أمريكية رائدة في ماي الماضي، دون عودة ظهور الورم سوى في حالة واحدة فقط. 

وفي اليابان، شاركت أكثر من 200 امرأة في التجارب السريرية التي أظهرت عودة ظهور المرض في أقل من 1٪ من الحالات على مدى ما بين 3 و5 سنوات من المتابعة. 

وفي ظل هذه النتائج، تقول الشركة إن تكنولوجيا علاج الأورام بالتبريد تحقق نفس مستوى النجاح- على الأقل- الذي تحققه وسائل العلاج الحالية، بل ربما تكون أفضل. 

وقال إيال شامير، المدير التنفيذي لشركة "آيس كيور"، إن المنشورات الحديثة عززت الاهتمام بـ"آيس كيور" في الأوساط الطبية، وكذلك بين المرضى. 

وأضاف شامير أن السوق لمثل هذا العلاج يمكن أن تصل إلى 800 مليون دولار خلال عام، ويتوقع أن تصل قيمتها إلى حوالي ملياري دولار بحلول عام 2025. 

ويتكلف العلاج بـ"آيس كيور" حوالي 4000 دولار، وهو ما يمثل حوالي ثلث قيمة تكلفة جراحة استئصال الثدي، وهو ما يعني انخفاضا كبيرا في التكلفة قياسا بالمنافع التي تعود على المرضى. 

وقال: "بالموجات فوق الصوتية المحمولة وجهازنا، يمكنك الذهاب إلى أي مكان في أفريقيا والهند والصين وفي دول العالم الثالث الأخرى، حيث لا يمكنك في هذه الأماكن إجراء جراحة".

والعلاج متوفر للمرضى خارج نطاق التجارب السريرية في الولايات المتحدة واليابان والمكسيك والعديد من الدول الأوروبية.

ويأمل شامير في أن يكون العلاج متاحا في المستقبل في أماكن أبعد، وأن يكون قابلا للتطبيق على أنواع أخرى من الأورام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ثمانية − ستة =

زر الذهاب إلى الأعلى